Suriy-i-Ibad/Arabic14
أن يا مهدي فاشهد كما شهد اللّه لنفسه قبل خلق السّموات والأرضين بأنّه لا إله إلّا هو وأنّ هذا الغلام عبده وبهائه وأنّه لنبأ الّذي قد كان في أزل الآزال في ألواح العزّ عظيم وما عرفه أحد إلّا نفسه المهيمن العزيز القدير ولن يعرفه إلّا من شاء ربّه وهذا من أمر الّذي أخبرناك به من قبل إن أنت من العارفين فاسمع نصحي ثمّ ما ينطق به لسان اللّه في هذا الزّمن البديع إيّاك أن لا يصدّك شيء ولا يمنعك أمر فاسع في نفسك ثمّ اجهد في ذاتك لتكوننّ من الصّالحين في هذا الأمر الّذي به يفزع أهل العرفان ثمّ يجزع أهل سرادق الإيقان ثمّ ينصعق أرواح المقرّبين ويندكّ جبل المستكبرين طهّر عيناك عن كلّ ما سويٰه ثمّ دع كلّ ما في ايداك ثمّ قدّس نفسك عن كلّ من في الأرضين والسّموات لتستطيع أن تستقيم على أمر الّذي تزلّ عليه أقدام المخلصين ثمّ انقطع عن نفسك وعن ما سويٰك ثمّ عن نفوس المشركين فانظر بطرف البدء فيما نظرت إلى آدم الأولى ثمّ من بعده إلى أن يصل الأمر إلى عَلِيٍّ قبل نبيل قل تاللّه كلّهم قد جائوا عن مشرق الأمر بكتاب وصحيفة ولوح عظيم وأوتوا كلّ واحد منهم على ما قدّر لهم وهذا من فضلنا عليهم إن أنتم من العارفين وكلّهم بلّغوا رسالات ربّهم وبشّروا النّاس برضوان الله المهيمن العزيز القدير وأخرجوا النّاس من الظّلمات إلى النّور وبشّروهم بلقاءاللّه كما أنتم قرئتم في صحف الأوّلين حتّى إذا بلغ الأمر إلى وجهه العزيز المقدّس المتعالي المنير إذا احتجب نفسه في ألف حجاب لئلّا يعرفه من أحد بعد الّذي كان ينزل عليه الآيات من كلّ الجهات وما أحصاها أحد إلّا اللّه ربّك وربّ العالمين فلمّا تمّ الميقات السّتر إذا اظهرنا عن خلف ألف ألف حجاب من النّور نورا من أنوار وجه الغلام أقلّ من سمّ الإبرة إذا انصعقت أهل العالّين ثمّ سجدت وجوه المقرّبين وظهر بشأن ما ظهر مثله في الإبداع بحيث قام بنفسه بين السّموات والأرضين وما تداهن بأحد في أمر ربّه ونادى العباد بأعلى ندائه وما خاف من أحد كما أنتم كنتم من النّاظرين وابتلى بين العباد بحيث اجتمعوا عليه ظغاة الأرض وأنتم من الشّاهدين وما استنصر من أحد إلّا باللّه العزيز المقتدر العليم وإنّه نصره بالحقّ وأنزل عليه سكينة من عنده وأيّده بجنود الغيب حين الّذي أخرجه عن مدينة الأمر بسلطان مبين وظهر أمره وعلا برهانه وتمّت حجّته وكملت كلمته إلى أن اشتهر أمر اللّه بين الخلائق أجمعين إلى أن قطعنا الأسبال ودخلنا الميادين كما أنتم سمعتم من المهاجرين وفي كلّ تلك الأماكن والأيّام ما سترنا الأمر وما احتجبناه بل أظهرناه كطلوع الفجر عن أفق صبح منير إلى أن وصلنا إلى البحر الّذي ذكر اسمه في الألواح إن أنتم من الشّاهدين وركبنا السّفينة باسمنا ثمّ أجريناه على البحر باسمي العزيز المقتدر الجميل وحفظناه بقدرة من عندنا وحفظنا الّذين ركبوا عليها إلى ان وصلوا إلى ساحله في مدينة الّتي اشتهر اسمها بينكم إن أنتم من العالمين وكنّا فيها أربعة أشهر متواليات بما رقم في الواح عزّ حفيظ وفي تلك الشّهور ما راودنا أحد من الّذين هم كانوا فيها لا من أعلاهم ولا من هم وكان اللّه على ذلك شهيد وعليم وما ذهبنا إلى أحد وما توجّهنا إلى نفس إظهارا لسلطنة اللّه وأمره وإبلاغا لقدرة اللّه وهيمنته إلى أن تمّت ميقات الوقوف وخرجنا عنها وقطعنا السّبيل إلى أن دخلنا في هذا السّجن البعيد ونشكر اللّه في كلّ ذلك بما أيّدنا على أمره وجعلنا من عباده المقرّبين الّذين لا يخافون من أحد ولا ينظرون إلّا بنظرة اللّه المهيمن العزيز القدير كذلك نزّلنا الأمر إليك لتكون من العالمين والحمد للّه ربّ العالمين إذا أتممنا القول ولو ما أتممنا الأمر به لتذكر عباد اللّه المخلصين الّذينهم سكنوا في أرضك هناك وكانوا مستبشرا بأرياح القدس الّتي تفوح من جهة اللّه بارئهم وهذا من فضله عليهم وعلى العالمين قل إنّه يعلم سرّكم ونجويٰكم وما تستدفّ به في قلوبكم حمامة الحبّ وكذلك كنّا من العالمين لن يعزب عن علمنا من شيء ولا يفوت عن قبضتنا من شيء وكلّ في قبضة الأمر إن أنتم من العارفين وبيدنا ملكوت كلّ شيء نرفع من نشاء من عندنا ونذكر عبادنا المريدين الّذينهم شربوا من كأس عناية اللّه ورزقوا ما لا رزق به أحد من الخلائق أجمعين قل تاللّه قد فزتم بكأس ما لا فاز بها أحد من قبل فسوف تعرفون إن تكوننّ من الصّابرين قل تاللّه قد حملتم ما لا حمله أحد من الممكنات وما سبقتكم في ذلك نفس الموجودات ولو يحمل على السّموات لتنفطر ولو على الأرض لتنشقّ في الحين كذلك نذكّركم بالحقّ لتعرفوا مقدار الّذينهم آمنوا باللّه وعرفوا ما لا عرفه أحد من قبلهم ليفرحوا في أنفسهم ويكوننّ من الفرحين قل تاللّه من شرب من هذا الكأس لن يظمأ أبدا ويجعله اللّه غالبا على من في السّموات والأرضين إن يكون مستقيما في حبّ موليٰه ولن يضطرب من خطرات الشّياطين والّذينهم عرفوا نفسنا هذا من فضلي عليهم وعلى عبادنا المخلصين لأنّا أخرجناهم عن خلف الحجبات وأشهدناهم ما لا شهدت عيون المقدّسين وكلّ ذلك من فضلي عليهم ورحمتي على عبادنا المقرّبين وأنت ذكّر أحبّاء اللّه الّذينهم كانوا في أرضك ولا تكن من الصّابرين ذكر اسم الأوّل فيها الّذي جعله اللّه زين المقرّبين ولقد أرسلنا إليه كتابا من قبل وفيه ما يغنيه عن العالمين فواللّه لو يعرف حرفا منه لينقطع عن كلّ شيء حتّى عن نفسه وهذا ما نشهد عليه حينئذ بلساني العليم الحكيم ثمّ بعده ذكر المجيد بذكرنا وبشّره بروح اللّه المقدّس العزيز العليم ولقد أرسلنا إليه ما يطهّره عن معاشرة المشركين