Suriy-i-Haykal/Page2/Arabic39
قل يا ملأ الرّهبان لا تعتکفوا فى الکنائس و المعابد ان اخرجوا باذنى ثمّ اشتغلوا بما تنتفع به انفسکم و انفس العباد کذلک يامرکم مالک يوم الدّين. ان اعتکفوا فى حصن حبّى هذا حقّ الاعتکاف لو انتم من العارفين. من جاور البيت انّه کالميّت ينبغى للانسان ان يظهر منه ما ينتفع به الأکوان و الّذى ليس له ثمر ينبغى للنّار کذلک يعظکم ربّکم انّه لهو العزيز الکريم. تزوّجوا ليقوم بعدکم احد مقامکم. انّا منعناکم عن الخيانة لا عمّا تظهر به الأ مانة أأخذتم اصول انفسکم و نبذتم اصول اللّه ورآئکم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الجاهلين. لولا الأنسان من يذکرنى فى ارضى و کيف تظهر صفاتى و اسمائى تفکّروا و لا تکونوا من الّذين احتجبوا و کانوا من الرّاقدين. انّ الّذى ما تزوّج انّه ما وجد مقرّا ليسکن فيه او يضع راسه عليه بما اکتسبت ايدى الخائنين. ليس تقديس نفسه بما عرفتم و عندکم من الاوهام بل بما عندنا ان اسئلوا لتعرفوا مقامه الّذى کان مقدّسا عن ظنون من علی الارض کلّها طوبى للعارفين. ان يا ملک انّا سمعنا منک کلمة تکلّمت بها اذ سئلک ملک الرّوس عمّا قضى من حکم الغزا انّ ربّک لهو العليم الخبير. قلت کنت راقدا فى المهاد ايقظنى ندآء العباد الّذين ظلموا الی ان غرقوا فى البحر الأسود کذلک سمعنا و ربّک علی ما اقول شهيد. نشهد بانّک ما ايقظک النّدآء بل الهوى لانّا بلوناک وجدناک فى معزل ان اعرف لحن القول و کن من المتفرّسين. انّا ما نحبّ ان نرجع اليک کلمة سوءٍ حفظا للمقام الّذى اعطيناک فى الحيوة الظّاهرة انّا اخترنا الادب و جعلناه سجيّة المقرّبين. انّه ثوب يوافق النّفوس من کلّ صغير و کبير طوبى لمن جعله طراز هيکله ويل لمن جعل محروماً من هذا الفضل العظيم. لو کنت صاحب الکلمة ما نبذت کتاب اللّه ورآء ظهرک اذ ارسل اليک من لدن عزيز حکيم. انّا بلوناک به ما وجدناک علی ما ادّعيت قم و تدارک ما فات عنک. سوف تفنى الدّنيا و ما عندک و يبقى الملک للّه ربّک و ربّ آبائک الاوّلين. لا ينبغى لک ان تقتصر الامور علی ما تهوى به هواک اتّق زفرات المظلوم ان احفظه من سهام الظّالمين. بما فعلت تختلف الامور فى مملکتک و تخرج الملک من کفّک جزآء عملک اذاً تجد نفسک فى خسران مبين و تأخذ الزّلازل کلّ القبائل فى هناک الّا بان تقوم علی نصرة هذا الامر و تّتبع الرّوح فى هذا السّبيل المستقيم. اعزّک غرّک لعمرى انّه لا يدوم و سوف يزول الّا بان تتمسّک بهذا الحبل المتين. قد نرى الذّلّة تسعى عن ورآئک و انت من الرّاقدين. ينبغى لک اذا سمعت النّدآء من شطر الکبريآء تدع ما عندک و تقول لبّيک يا اله من فى السّموات و الأرضين. ان يا ملک قد کنّا بامّ العراق الی ان حّم الفراق توجّهنا الی ملک الاسلام بامره فلمّا اتيناه ورد علينا من اولی النّفاق ما لا يتّم بالاوراق بذلک ناح سکّان الفردوس و اهل حظائر القدس و لکنّ القوم فى حجاب غليظ. قل اتعترضون علی الّذى جائکم ببيّنات اللّه و برهانه ثمّ حجّته و آياته ان هى من تلقاء نفسه بل من لدن من بعثه و ارسله بالحقّ و جعله سراجاً للعالمين. قد اشتدّ علينا الامر فى کلّ يوم بل فى کلّ ساعة الی ان اخرجونا من السّجن و ادخلونا فى السّجن الاعظم بظلم مبين. اذا قيل باىّ جرم حبسوا قالوا انّهم ارادوا ان يجدّدوا الدّين لو کان القديم هو المختار عندکم لم ترکتم ما شرع فى التّورية و الانجيل تبيّنوا يا قوم لعمرى ليس لکم اليوم من محيص. ان کان هذا جرمى قد سبقنى فى ذلک محمّد رسول اللّه و من قبله الرّوح و من قبله الکليم و ان کان ذنبى اعلاء کلمة اللّه و اظهار امره فانا اوّل المذنبين لا ابدّل هذا الذّنب بملکوت ملک السّموات و الارضين. انّا لمّا وردنا السّجن اردنا ان نبلّغ الملوک رسالات ربّهم العزيز الحميد و لو انّا بلّغناهم ما امرت به فى الواح شتّى تلک مرّة اخرى فضلا من اللّه لعلّ يعرفون الرّبّ اذ اتى علی السّحاب بسلطان مبين. کلّما ازداد البلآء زاد البهآء فى حبّ اللّه و امره بحيث ما منعنى ما ورد علىّ من جنود الغافلين. لو يستروننى فى اطباق التّراب يجدوننى راکباً علی السّحاب و داعياً الی اللّه المقتدر القدير. انّى فديت نفسى فى سبيل اللّه و اشتاق البلايا فى حبّه و رضائه يشهد بذلک ما انا فيه من البلايا الّتى ما حملها احد من العالمين و ينطق کلّ شعر من شعراتى بما نطق شجر الطّور و کلّ عرق من عروقى يدع اللّه و يقول يا ليت قطعت فى سبيلک لحيوة العالم و اتّحاد من فيه کذلک قضى الامر من لدن عليم خبير و اعلم انّ الرّعيّة امانات اللّه بينکم ان احفظوهم کما تحفظون انفسکم ايّاکم ان تجعلوا الذّئاب رعاة الاغنام و ان يمنعکم الغرور و الاستکبار عن التوجّه الی الفقرآء و المساکين. لو تشرب رحيق الحيوان من کأوس کلمات ربّک الرّحمن لتصل الی مقام تنقطع عمّا عندک و تصيح باسمى بين العالمين. ان اغسل نفسک بمآء الانقطاع هذا الذّکر الّذى اشرق من افق الابداع انّه يطهّرک عن غبار الدّنيا. دع القصور لاهل القبور و الملک لمن اراد ثمّ اقبل الی ملکوت هذا ما اختاره اللّه لک لو انت من المقبلين. انّ الّذين ما اقبلوا الی الوجه فى هذا الظّهور انّهم غير احيآء يحرّکهم الهوى کيف يشاء الا انّهم من الميّتين. لو تحبّ ان تحمل ثقل الملک ان احمله لنصرة امر ربّک تعالی هذا المقام الّذى من فاز به فاز بکلّ الخير من لدن عليم حکيم. ان اطلع من افق الانقطاع باسمى ثمّ اقبل الی الملکوت بامر ربّک المقتدر القدير. قم بين العباد بسلطانى قل يا قوم قد اتى اليوم و فاحت نفحات اللّه بين العالمين. انّ الّذين اعرضوا عن الوجه اولئک غلبت عليهم اهوآء انفسهم الا انّهم من الهائمين. زيّن جسد الملک بطراز اسمى و قم علی تبليغ امرى هذا خير لک عمّا عندک و يرفع اللّه به اسمک بين الملوک انّه علی کلّ شىء قدير. ان امش بين النّاس باسم اللّه و سلطانه لتظهر منک آثاره بين العالمين. ان اشتعل بهذه النّار الّتى اوقدها الرّحمن فى قطب الاکوان لتحدث منک حرارة حبّه فى افئدة المقبلين. ان اسلک سبيلی ثمّ اجذب القلوب بذکرى العزيز المنيع. قل انّ الّذى لم تنتشر منه نفحات قميص ذکر ربّه الرّحمن فى هذا الزّمان لن يصدق عليه اسم الانسان انّه ممنّ اتّبع الهوى سوف يجد نفسه فى خسران عظيم. قل يا قوم هل ينبغى لکم ان تنسبوا انفسکم الی الرّحمن و ترتکبوا ما ارتکبه الشّيطان لا و جمال السّبحان لو انتم من العارفين. قدّسوا قلوبکم عن حبّ الدّنيا و السنکم عن الافترآء و ارکانکم عمّا يمنعکم عن التّقرّب الی اللّه العزيز الحميد. قل الدّنيا هى اعراضکم عن مطلع الوحى و اقبالکم بما لا ينفعکم و ما منعکم اليوم عن شطر اللّه انّه اصل الدّنيا ان اجتنبوا عنها و تقرّبوا الی المنظر الاکبر هذا المقرّ المشرق المنير. طوبى لمن لم يمنعه شىء عن ربّه انّه لا باس عليه لو يتصرّف فى الدّنيا بالعدل لانّا خلقنا کلّ شىء لعبادنا الموحّدين. يا قوم ان تقولوا ما لا تفعلوا فما الفرق بينکم و الّذين قالوا اللّه ربّنا فلمّا اتى فى ظلل الغمام اعرضوا و استکبروا علی اللّه العزيز العليم. يا قوم لا تسفکوا الّدمآء و لا تحکموا علی نفس الّا بالحقّ کذلک امرتم من لدن عليم خبير. انّ الّذين يفسدون فى الارض بعد اصلاحها اولئک تجاوزوا عمّا حدّد فى الکتاب فبئس مثوى المعتدين. قد کتب اللّه لکلّ نفس تبليغ امره و الّذى اراد ما امر به ينبغى له ان يتّصف بالصّفات الحسنة اوّلا ثم يبلّغ النّاس لتنجذب بقوله قلوب المقبلين و من دون ذلک لا يوثّر ذکره فى افئدة العباد کذلک يعلّمکم اللّه انه لهو الغفور الرّحيم. انّ الّذين يظلمون و يامرون النّاس بالعدل يکذّبهم بما يخرج من افواههم اهل الملکوت و الّذين يطوفون حول عرش ربّکم العزيز الجميل. يا قوم لا ترتکبوا ما تضيّع به حرمتکم و حرمة الامر بين العباد و ايّاکم ان تقربوا ما تنکره عقولکم اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا الغافلين. لا تخونوا فى اموال النّاس کونوا امنآء فى الارض و لا تحرموا الفقرآء عمّا اتاکم اللّه من فضله انّه يعطيکم ضعف ما عندکم انّه لهو المعطى الکريم. قل قد قدّرنا التبليغ بالبيان ايّاکم ان تجادلوا مع احد و الّذى اراد التّبليغ خالصا لوجه ربّه يؤيّده روح القدس و يلهمه ما يستنير به صدر العالم و کيف صدور المريدين. يا اهل البهآء سخرّوا مدائن القلوب بسيوف الحکمة و البيان. انّ الّذين يجادلون باهواء انفسهم اولئک فى حجاب مبين. قل سيف الحکمة احرّ من الصّيف و احدّ من سيف الحديد لو انتم من العارفين. ان اخرجوه باسمى و سلطانى ثمّ افتحوا به مدائن افئدة الّذين استحصنوا فى حصن الهوى کذلک يامرکم ربّکم الابهى اذ کان جالسا تحت سيوف المشرکين. ان اطّلعتم علی خطيئة ان استروها ليستر اللّه عنکم انّه لهو السّتّار ذو الفضل العظيم.