Suriy-i-Haykal/Page2/Arabic28
ان يا هذا الهيکل قد جعلناک مطلع کلّ اسم من اسمائنا الحسنى و مظهر کلّ صفة من صفاتنا العليا و منبع کلّ ذکر من اذکارنا لمن فى الارض و السّمآء ثمّ بعثناک علی صورتى بين السّموات و الارض و جعلناک آية عزّى لمن فى جبروت الامر و الخلق ليهتدينّ بک عبادى و يکوننّ من المهتدين و جعلناک سدرة الجود لمن فى السّموات و الارض هنيئاً لمن يستظلّ فى ظلّک و يتقرّب الی نفسک المهيمن علی العالمين. قل انّا جعلنا کلّ اسمٍ معيناً و اجرينا منه انهار الحکمة و العرفان فى رياض الامر و لا يعلم عدّتها احدٌ الّا ربّک المقدس المقتدر العليم الحکيم. قل انّا بدئنا کلّ الحروف من النّقطة و ارجعناها اليها ثمّ بعثناها علی هيکل بشرٍ تعالی الصّانع الابدع البديع سوف نفصّل منها مرّه اخرى باسمى الابهى فضلاً من عندى و انا الفضّال القديم و اشرقنا الانوار من شمس اسمنا الحقّ و ارجعناها اليها و اظهرناها علی هيکل الانسان تعالی القادر المقتدر القدير لن يمنعنى احد عن امرى و لن تحجبنى نفسٌ عن سلطانى و قدرتى انا الّذى بعثت الممکنات بقولی و انا المقتدر علی ما اريد. قل انّا لو نريد ان نقبض الارواح من کلّ الاشيآء فى نفسٍ و نبعث منها مرّة اخرى لنقدر لا يعرف علم ذلک الّا اللّه العالم العليم و لو نريد ان نظهر من ذرّة شموساً لا لهنّ بداية و لا نهاية لنقدر و نظهر کلّهنّ بامرى فى اقلّ من حين و لو نريد ان نبعث من قطرة بحور السّموات و الارض و نفصّل من حرف علم ما کان و ما يکون لنقدر انّ هذا لسهل يسير کذلک کنت مقتدراً من الاوّل الّذى لا اوّل له الی الاخر الّذى لا آخر له و لکن خلقى غفلوا عن قدرتى و اعرضوا عن سلطانى و جادلوا بنفسى العليم الحکيم. قل لم يتحرّک شىء بين السّموات و الارض الّا بعد اذنى و لم تصعد نفس الی الملکوت الّا بعد امرى و لکن بريّتى احتجبوا عن قدرتى و سلطانى و کانوا من الغافلين. قل لا يرى فى ظهورى الّا ظهور اللّه و لا فى قدرتى الّا قدرة اللّه لو انتم من العارفين. قل مثل خلقى کمثل الاوراق علی الشّجر انّها قد کانت ظاهرةً بوجودها و قائمة بنفسها و لکن غافلة عن اصلها کذلک مثّلنا لعبادنا العاقلين لعلّ يصعدنّ عن رتبة النّبات و يبلغنّ الی مقام البلوغ فى هذا الامر المبرم المتين. قل انّ مثلهم کمثل الحوت فى المآء انّ حيوته به و انّه لم يعرف ممدّ حيوته من لدن عزيزٍ حکيم و کان محتجباً عنه بحيث لو يسئل عن المآء و صفاته لن يعرف کذلک نلقى الامثال لعلّ النّاس يقبلنّ الی قبلة من فى السّموات و الارضين. يا قوم خافوا من اللّه و لا تکفروا بالّذى احاطت رحمته الممکنات و سبق فضله الموجودات و احاط سلطان امره ظاهرکم و باطنکم و اوّلکم و اخرکم اتّقوا اللّه و کونوا من المتّقين. ايّاکم ان تکونوا مثل الّذين تمرّ عليهم ايات اللّه و هم لا يعرفونها اَلا انّهم من الغافلين. قل اتعبدون من لا يسمع و لا يبصر و کان احقر العباد و اضلّهم فما لکم لا تتّبعون الّذى اتى من مطلع الامر بنبأ اللّه العلىّ العظيم. يا قوم لا تکونوا کالّذين دخلوا تلقآء العرش و ما استشعروا الا انّهم من الصّاغرين. کنّا نتلو عليهم الآيات الّتى انجذب منها اهل الجبروت و سکّان الملکوت و هم رجعوا محتجبين عنها و مترصّدين ندآء احد من العباد الّذى حىّ بارادة من عند اللّه کذلک نلقى عليکم ما يهديکم سبيل المقرّبين. کم من عباد دخلوا بقعة الفردوس مقرّ العرش بين يدى ربّهم العلىّ العظيم و سئلوا عن ابواب اربعة او عن احدٍ من ائمّة الفرقان کذلک کان شأن هؤلآء ان انتم من العالمين کما ترون فى تلک الايّام الّذينهم کفروا و اشرکوا تمسّکوا باسم من الاسمآء و احتجبوا عن موجدها نشهد انّهم من اهل السّعير يسئلون الشّمس ما قاله الظّلّ و عن الحقّ ما نطق الخلق ان انتم من الشّاهدين. قل يا قوم لم يکن عند الشّمس الّا اشراقها و ما يظهر منها و ما سواها استضآء بنورها اتّقوا اللّه و لا تکوننّ من الجاهلين. منهم من سئل الظّلمة عن النّور قل ان افتح بصرک لترى الاشراق الّذى احاط الافاق انّه يرى بالعين هذا نورٌ اشرق و لاح من افق فجر المعانى بضيآءٍ مبين. أتسئلون اليهود هل کان الرّوح علی حقّ من اللّه او الاصنام هل کان محمّد رسولاً او ملأ الفرقان ذکر اللّه العلىّ العظيم. قل يا قوم دعوا ما عندکم عند تجلّى هذا الظّهور خذوا ما امرتم به هذا امر اللّه لکم انّه هو خير الامرين و جمالی لم يکن مقصودى فى تلک الکلمات نفسى بل الّذى ياتى بعدى و اللّه علی ذلک لشهيد و عليم.ٌ لا تفعلوا به ما فعلتم بنفسى اذا نزّلت عليکم آيات اللّه من شطر فضلی لا تقولوا انّها ما نزّلت علی الفطرة انّ الفطرة قد خلقت بقولی و تطوف فى حولی ان انتم من الموقنين. ان استنشقوا نفحات قميص المعانى من بيان ربّکم الرحمن انّها تضوّعت فى الاکوان و تعطّر بها الامکان طوبى لمن وجد عرفها و اقبل الی اللّه بقلب منير.