Lawh-i-Ahbab/Arabic6

ثمّ اعلم انّا لمّا اردنا التّبليغ خلقنا البديع بکلمة من عندنا ثمّ نفخنا فيه روحاً من لدنّا اذا تمّ خلقه سرع کجبل النّار بکتاب ربّک المختار الی المقرّ الّذى قدّر فى لوحٍ حفيظ و فيه اظهرنا الاقتدار علی شان اضطربت ارکان الفجّار و نزّلنا فيه من کلّ شانٍ ما تطير به افئدة العارفين. ان فزت به ان اقرء و تفکّر فيما نزّل فيه لتطّلع بقدرة ربّک بعد الّذى سجن فى اخرب الدّيار و يکون جالسا تحت سيوف الظّالمين. اذا قرئت قل سبحانک يا الهى انّ مشيّتک احاطت الکائنات و قدرتک غلبت الممکنات لا تخوّفک سطوة الّذين اعرضوا عنک تفعل ما تشآء بسلطانک و تحکم ما تريد بقولک ليس لاحدٍ مفرّ الّا اليک و لا مقرّ الّا فى ظلّ رحمتک لا اله الّا انت العزيز الحکيم. ان يا قلم الاعلی صرّف الآيات مرّهً اخرى لينجذب بها اهل الانشآء انّک انت المقتدر علی ما تشآء لا اله الّا هو المهيمن القيّوم. ثمّ اسق الکاظم خمر الآيات لتجذبه الی ملکوت الاسما و الصّفات و تقرّبه الی مقام لا يرى فيه الّا اللّه العزيز الودود. ان انقطع فى حبّى عن سوائى لترى ملکوتى و اقتدارى کذلک امرت من لدى اللّه العزيز المحبوب. ايّاک ان تحزنک شئونات البشر و تمنعک عن المنظر الاکبر دع ما عندهم و توکّل علی اللّه ربّ ما کان و ما يکون. ان اخذک سکر خمر العرفان قم باسمى الرّحمن بين الامکان ثمّ ادع النّاس بالحکمة و البيان الی مقام محمود. قل يا قوم اتّقوا اللّه قد اتى اليوم و ظهر ما ذکر فى الالواح ايّاکم ان تتّبعوا کلّ مشرک مردود. تنادى الأشيآء بين الارض و السّمآء قد خرقت الاحجاب و اتى الموعود ايّاکم ان يمنعکم الهوى عن الهدى ضعوا الموهوم قد اتى المعلوم بسلطان مشهود.