Lawh-i-Ishraqat/Page1/Arabic3
قَدْ نُزِّلَتْ الخُطْبَةُ مَرَّتَينِ کَمَا نُزِّلَ المَثَانِی کَرَّتَينِ وَ الحَمْدُ للّهِ الَّذِی أَظْهَرَ النُّقْطَةَ وَ فَصَّلَ مِنْهَا عِلْمَ مَا کَانَ وَ مَا يَکُونُ وَ جَعَلَهَا مُنَادِيَةً بِاسْمِهِ وَ مُبَشِّرَةً بِظُهُورِهِ الأَعْظَمِ الَّذِی بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ الأُمَمِ وَ سَطَعَ النُّورُ مِنْ أُفُقِ العَالَمِ إِنَّهَا هِیَ النُّقْطَةُ الَّتِی جَعَلَهَا اللّهُ بَحْرَ النُّورِ لِلْمُخْلِصِينَ مِنْ عِبَادِهِ وَ کُرَةَ النَّارِ لِلْمُعْرِضِينَ مِنْ خَلْقِهِ وَ المُلْحِدِينَ مِنْ بَرِيَّتِهِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللّهِ کُفْرًا وَ مَائِدَةَ السَّمَآءِ نِفَاقًا وَ قَادُوا أَوْلِيَائَهُم إِلَی بِئْسَ القَرَارِ أُوْلَئِکَ عِبَادٌ أَظْهَرُوا النِّفَاقِ فِی الآفَاقِ وَ نَقَضُوا المِيْثَاقَ فِی يَوْمٍ فِيْهِ اسْتَوَی هَيْکَلُ القِدَمِ عَلَی العَرْشِ الأَعْظَمِ وَ نَادَی المُنَادِ مِنَ الشَّطْرِ الأَيْمَنِ فِی الوَادِی المُقَدَّسِ يَا مَلَأَ البَيَانِ اتَّقُوا الرَّحْمَنَ هَذَا هُوَ الَّذِی ذَکَرَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ مِنْ قَبْلِهِ الرُّوْحُ وَ مِنْ قَبْلِهِ الکَلِيمُ وَ هَذَا نُقْطَةُ البَيَانِ يُنَادِی أَمَامَ العَرْشِ وَ يَقُولُ تَاللّهِ قَدْ خُلِقْتُم لِذِکْرِ هَذَا النَّبَأِ الأَعْظَمِ وَ هَذَا الصِّرَاطِ الأَقْوَمِ الَّذِی کَانَ مَکْنُونًا فِی أَفْئِدَةِ الأَنْبِيَاءِ وَ مَخْزُونًا فِی صُدُورِ الأَصْفِيَآءِ وَ مَسْطُورًا مِنَ القَلَمِ الأَعْلَی فِی أَلْوَاحِ رَبِّکُم مَالِکِ الأَسْمَآءِ قٌلْ مُوتُوا بِغَيْظِکُم يَا أَهْلَ النِّفَاقِ قَدْ ظَهَرَ مَنْ لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَیءٍ وَ أَتَی مَنْ افْتَرَّ بِهِ ثَغْرُ العِرْفَانِ وَ تَزَيَّنَ مَلَکُوتُ البَيَانِ وَ أَقْبَلَ کُلُّ مُقْبِلٍ إِلَی اللّهِ مَالِکِ الأَدْيَانِ وَ قَامَ بِهِ کُلُّ قَاعِدٍ وَ سَرُعَ کُلُّ سَطِيحٍ إِلَی طُوْرِ الإِيْقَان هَذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللّهُ نِعْمَةً لِلْأَبْرَارِ وَ نِقْمَةً لِلْأَشْرَارِ وَ رَحْمَةً لِلْمُقْبِلِينَ وَ غَضَبًا لِلْمُنُکْرِينَ وَ المُعْرِضِينَ إِنَّهُ ظَهَرَ بِسُلْطَانٍ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنْزَلَ مَا لَا يَعَادِلُهُ شَیءٍ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَآئِهِ اتَّقُوا الرَّحْمَنَ يَا مَلَأَ البَيَانِ وَ لَا تَرْتَکِبُوا مَا ارْتَکَبَهُ أَولُوا الفُرْقَانِ الَّذِينَ ادَّعُوا الإِيْمَانَ فِی اللَّيَالِی وَ الأَيَّامِ فَلَمَّا أَتَی مَالِکُ الأَنَامِ أَعْرَضُوا وَ کَفَرُوا إِلَی أَنْ افْتُوا عَلَيْهِ بِظُلْمٍ نَاحَ بِهِ أُمُّ الکِتَابِ فِی المَآبِ اذْکُرُوا ثُمَّ انْظُرُوا فِی أَعْمَالِهِم وَ أَقْوَالِهِم وَ مَرَاتبِهِم وَ مَقَامَاتِهِم وَ مَا ظَهَرَ مِنْهُم إِذْ تَکَلَّمَ مُکَلِّمُ الطُّورِ وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ وَ انْصَعَقَ مَنْ فِی السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضِ إِلَّا عِدَّةَ أَحْرُفِ الوَجْهِ يَا مَلَأَ البَيَانِ ضَعُوا أَوْهَامَکُم وَ ظُنُونَکُم ثُمَّ انْظُرُوا بِطَرْفِ الإِنْصِافِ إِلَی أُفُقِ الظُّهُورِ وَ مَا ظَهَرَ مِنْ عِنْدِهِ وَ نُزِّلَ مِنْ لَدُنْهِ وَ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ أَعْدَآئِهِ هُوَ الَّذِی قَبِلَ البَلَايَا کُلَّهَا لِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ إِعْلَآءِ کَلِمَتِهِ قَدْ حُبِسَ مَرَّةً فِی الطَّاءِ وَ أُخْرَی فِی المِيْمِ ثُمَّ فِی الطَّاءِ مَرَّةً أُخْرَی لِأَمْرِ اللّهِ فَاطِرِ السَّمَآءِ وَ کَانَ فِيْهَا تَحْتَ السَّلَاسِلِ وَ الأَغْلَالِ شَوْقًا لِأَمْرِ اللّهِ العَزِيزِ الفَضَّالِ.