Lawh-i-Ayat-i-Nur/Page3/Arabic41
فاعلم بأنّ الألف في مقام يشير على إسمه الأعظم فهو اللّه، واللّام من علمه المكنون، والميم عن إسمه المعطي، أي أنا اللّه الأعلم المعطي وهذه الأسماء ما اختصّه اللّه بنفسه في أوّل كتابه وبذلك أراد ما أراد ولن يعرف أحد كيف أراد لأنّه لا يسبقه أحد بعلمه وإنّا كلّ بذلك موقنون ومعترفون
ثمّ في مقام أراد اللّه سبحانه من الألف أحديّة ذاته، ومن اللّام ولاية وليه، لأنّ اللّام حرف الولاية لو أنتم تعلمون، ومن الميم نبوة حبيبه، لأنّه حرف النّبوّة كما ظهر في أوّل إسم رسوله وكما أنتم تشهدون، وقدّم حرف الولاية على حرف النّبوّة يشهدنّ أولو الأفئدة بأنّ هذا بشارة من بعد على كلّ من في السّموات والأرض بأنّ الّذي يأتي بعد محمّد يقدّم في إسمه العظيم إسم الولاية على إسم النّبوّة كما أنتم في عَلِيٍّ قبل محمّد تعرفون ويدلّ على ذلك آية الثّانية من الفرقان كما نزل بالحقّ: ﴿ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيْهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِيْنَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ﴾ والغيب لم يكن في عصر محمّد إلّا عَلِيّ قبل نبيل لو أنتم بهذا الغيب تؤمنون وبهذا الغيب أخذ اللّه العهد في ذرّ الفرقان عن كلّ من في السّموات والأرض ولكنّ أكثر النّاس هم لا يفقهون
إِذًا فاعرف كيف دلع ديك العرش ويغن في رفرف البقاء ويعلّمكم ما تطمئن به عقولكم وتستريح به نفوسكم وتستبشر به قلوبكم وتستفرح عنه الموحّدون ثمّ اعرف عظمة هذا الأمر بحيث ذكره اللّه في أوّل كتابه وأوّل خطابه مع حبيبه ومع ذلك هؤلاء الفجّار نقضوا عهد اللّه ونكثوا ميثاقه وأنكروا برهانه وما رضوا بكلّ ذلك وفعلوا به ما ينقطع عنه صبر الصّابرون كذلك نلقي عليكم من أسرار الأمر لو أنتم بآذان القدس تسمعون