Suriy-i-Haykal/Page3/Arabic52

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Revision as of 18:41, 16 August 2023 by Bahamut19 (talk | contribs) (Created page with "ان يا سلطان لو تسمع صرير القلم الاعلی و هدير ورقآء البقاء علی افنان سدرة المنتهى فى ذکر اللّه موجد الاسمآء و خالق الارض و السّماء ليبلّغک الی مقام لا ترى فى الوجود الّا تجلّى حضرة المعبود و ترى الملک احقر شىء عندک تضعه لمن اراد و تتوجّه الی افق کان بانوار الوجه مض...")
(diff) ← Older revision | Latest revision (diff) | Newer revision → (diff)
Jump to navigation Jump to search

ان يا سلطان لو تسمع صرير القلم الاعلی و هدير ورقآء البقاء علی افنان سدرة المنتهى فى ذکر اللّه موجد الاسمآء و خالق الارض و السّماء ليبلّغک الی مقام لا ترى فى الوجود الّا تجلّى حضرة المعبود و ترى الملک احقر شىء عندک تضعه لمن اراد و تتوجّه الی افق کان بانوار الوجه مضيئا و لا تحمل ثقل الملک ابداً الّا لنصرة ربّک العلىّ الاعلی اذاً يصلّين عليک الملأ الاعلی حبّذا لهذا المقام الاسنى لو ترتقى اليه بسلطان کان باسم اللّه معروفا و من النّاس من قال انّ الغلام ما اراد الّا ابقاء اسمه و منهم من قال انّه اراد الدّنيا لنفسه بعد الّذى ما وجدت فى ايّامى مقرّ الامن علی قدر اضع رجلی عليه. کنت فى کلّ الأحيان فى غمرات البلايا الّتى ما اطّلع بها احد الّا اللّه انّه قد کان علی ما اقول عليما. کم من ايّام اضطربت فيها احبّتى لضرّى و کم من ليال ارتفع فيها نحيب البکآء من اهلی خوفا لنفسى و لا ينکر ذلک الّا من کان عن الصّدق محروما و الّذى لا يرى لنفسه الحيوة فى اقلّ من آنٍ هل يريد الدّنيا فيا عجبا من الّذين يتکلّمون باهوائهم و هاموا فى برّيّة النّفس و الهوى سوف يسئلون عمّا قالوا يومئذ لا يجدون لأنفسهم حميماً و لا نصيراً و منهم من قال انّه کفر باللّه بعد الّذى يشهد کلّ جوارحى بانّه لا اله الّا هو و الّذين بعثهم بالحق و ارسلهم بالهدى اولئک مظاهر اسمائه الحسنى و مطالع صفاته العليا و مهابط وحيه فى ملکوت الانشآء و بهم تمّت حجّة اللّه علی ما سويه و نصبت راية التّوحيد و ظهرت آية التّجريد و بهم اتّخذ کلّ نفس الی ذى العرش سبيلاً. نشهد ان لا اله الّا هو لم يزل کان و لم يکن معه من شىء و لا يزال يکون بمثل ما قد کان تعالی الرّحمن من ان يرتقى الی ادراک کنهه افئدة اهل العرفان او يصعد الی معرفة ذاته ادراک من فى الاکوان هو المقدّس عن عرفان دونه و المنزّه عن ادراک ما سويه انّه کان فى ازل الازال عن العالمين غنيّاً و اذکر الايّام الّتى فيها اشرقت شمس البطحآء عن افق مشيّة ربّک العلىّ الاعلی اعرض عنه العلمآء و اعترض عليه الادبآء لتطّلع بما کان اليوم فى حجاب النّور مستوراً و اشتدّت عليه الامور من کلّ الجهات الی ان تفرّق من فى حوله بامره کذلک کان الامر من سمآء العزّ منزولاً. ثمّ اذکر اذ دخل احد منهم علی النّجاشى و تلا عليه سورة من القران قال لمن حوله انّها نزّلت من لدن عليم حکيم. من صدّق بالحسنى و امن بما اتى به عيسى لا يسعه الاعراض عمّا قرء انّا نشهد له کما نشهد لما عندنا من کتب اللّه المهيمن القيّوم. تاللّه يا ملک لو تسمع نغمات الورقاء الّتى تغنّ علی الافنان بفنون الالحان بامر ربّک الرّحمن لتدع الملک عن ورائک و تتوجّه الی المنظر الاکبر المقام الّذى کان کتاب الفجر عن افقه مشهودا و تنفق ما عندک ابتغاء لما عند اللّه اذاً تجد نفسک فى علوّ العزّة و الاستعلاء و سموّ العظمة و الاستغناء کذلک کان الامر فى امّ البيان من قلم الرّحمن مسطوراً. لا خير فيما ملکته اليوم فسوف يملکه غدا غيرک ان اختر لنفسک ما اختاره اللّه لاصفيائه انّه يعطيک فى ملکوته ملکا کبيرا. نسئل اللّه بان يؤيّد حضرتک علی اصغاء الکلمة الّتى منها استضاء العالم و يحفظک عن الّذين کانوا عن شطر القرب بعيداً. سبحانک اللّهم يا الهى کم من رؤس نصبت علی القناة فى سبيلک و کم من صدور استقبلت السّهام فى رضائک و کم من قلوب تشبّکت لارتفاع کلمتک و انتشار امرک و کم من عيون تذرّفت فى حبّک اسئلک يا مالک الملوک و راحم المملوک باسمک الاعظم الّذى جعلته مطلع اسمائک الحسنى و مظهر صفاتک العليا بان ترفع السّبحات الّتى حالت بينک و بين خلقک و منعتهم عن التوجّه الی افق وحيک ثمّ اجتذبهم يا الهى بکلمتک العليا عن شمال الوهم و النّسيان الی يمين اليقين و العرفان ليعرفوا ما اردت لهم بجودک و فضلک و يتوجّهوا الی مظهر امرک و مطلع اياتک. يا الهى انت الکريم ذو الفضل العظيم لا تمنع عبادک عن البحر الاعظم الّذى جعلته حاملاً للئالی علمک و حکمتک و لا تطردهم عن بابک الّذى فتحته علی من فى سمائک و ارضک. اى ربّ لا تدعهم بانفسهم لانّهم لا يعرفون و يهربون عمّا هو خير لهم ممّا خلق فى ارضک فانظر اليهم يا الهى بلحظات اعين الطافک و مواهبک و خلّصهم عن النّفس و الهوى ليتقرّبوا الی افقک الأعلی و يجدوا حلاوة ذکرک و لذّة المائدة الّتى نزّلت من سماء مشيّتک و هواء فضلک لم يزل احاط کرمک الممکنات و سبقت رحمتک الکائنات لا اله الّا انت الغفور الرّحيم. سبحانک يا الهى انت تعلم بانّ قلبى ذاب فى امرک و يغلی دمى فى کلّ عرقى من نار حبّک و کلّ قطرة منه يناديک بلسان الحال يا ربّى المتعال فاسفکنى علی الارض فى سبيلک لينبت منها ما اردته فى الواحک و سترته عن انظر عبادک الّا الّذين شربوا کوثر العلم من ايادى فضلک و سلسبيل العرفان من کأس عطائک و انت تعلم يا الهى بانّى ما اردت فى امرٍ الّا امرک و ما قصدت فى ذکرٍ الّا ذکرک و ما تحرّک قلمى الّا و قد اردت به رضائک و اظهار ما امرتنى به بسلطانک ترانى يا الهى متحيّرا فى ارضک ان اذکر ما امرتنى به يعترض علىّ خلقک و ان اترک ما امرت به من عندک اکون مستحقاً لسياط قهرک و بعيداً عن رياض قربک لا فو عزّتک اقبلت الی رضائک و اعرضت عمّا تهوى به انفس عبادک و قبلت ما عندک و ترکت ما يبعّدنى عن مکامن قربک و معارج عزّک فو عزّتک بحبّک لا اجزع عن شىء و فى رضائک لا افزع من بلايا الارض کلّها ليس هذا الّا بحولک و قوّتک و فضلک و عنايتک من غير استحقاقى بذلک فيا الهى هذا کتاب اريد ان ارسله الی السّلطان و انت تعلم بانّى ما اردت منه الّا ظهور عدله لخلقک و بروز الطافه لاهل مملکتک و انّى لنفسى ما اردت الّا ما اردته و لا اريد بحولک الّا ما تريد. عدمت کينونة تريد منک دونک فو عزّتک رضائک منتهى املی و مشيّتک غاية رجائى فارحم يا الهى هذا الفقير الّذى تشبّث بذيل غنائک و هذا الذّليل الّذى يدعوک بانّک انت العزيز العظيم. ايّد يا الهى حضرة السّلطان علی اجرآء حدودک بين عبادک و اظهار عدلک بين خلقک ليحکم علی هذه الفئة کما يحکم علی ما دونهم انّک انت المقتدر العزيز الحکيم.