Suriy-i-Qamis/Arabic18
أن يا جمال القدم ذكّر في الكتاب رضى الرّوح ليكون راضيا عن نفسه وعمّا رشحت على فؤاده سحاب القدس من أمطار عزّ بديع لعلّ يحترق الحجبات بنار الّتي تجلّت في قطب الإمكان ويخرق سبحات الوهم بسلطاني المقتدر العزيز القدير قل يا عبد لا تخف من أحد في سبيل ربّك خذ كأس الحيوان على كفّك اليمنى ثمّ أنفق بها على الّذين تجدهم على جهة الرّضوان في هذا الجنان الّذي ظهر عن يمين الرّحمن وإن شهدت نفسك عاجزا عن حمل الكلمة من هذا الثّقل الأكبر فاستقدر باسمي القادر العليم الخبير وإن أحصيت بصرك ضعيفا عن نقع الأوهام فاستبصر باسمي البصير النّاظر العليم الحكيم قم على الأمر ثمّ خذ عصاء الّذي أعطيناك في سرّ تلك الكلمات ثمّ أفلق بها بحر الأوهام في تلك الأيّام الّتي أخذت الرّخوة كلّ من في السّموات والأرض إلّا من شاء ربّك الرّحمن وإنّه ليحفظ من يشاء وإنّه لعلى كلّ شيء قدير قل تاللّه قد ظهر جمال الأولى مرّة أخرى وتجلّى من نور من أنوار وجهه اقلّ من سمّ الإبرة على من في السّوات والأرض إِذًا انصعقت الطّوريّون على الطّور الرّفيع من هذا الجمال المشرق المنيع بعد الّذي أخبرنا هم بهذا الأمر في ألواح عزّ حفيظ وإنّك أنت فاقرء ما نزل من جمالنا الأولى في قيّوم الأسماء لتعرف سرّ الأمر في هذا السّرّ الّذي تقنّع بالأسرار وكان خلف الأستار بما اكتسبت أيادي الظّلم من هؤلاء الأشرار ولا يعلم ذلك إلّا اللّه العزيز المنيع وإنّك إن اطّلعت في الكتاب من أسرار ربّك وعرفت حكم الكرّة بعد كرّة الأولى إيّاك أن لا تظهر لأحد ولا تحرّك به لسانك لأنّ أهل لجّة البقاء لن يقدرنّ أن يسمعنّ بل ينعدمنّ في الحين إيّاك إيّاك فاستر جمال الأمر عن الّذين هم كفروا وأشركوا وإنّك فاشهد جمال القدم في مرآت قلبك ثمّ استأنس به وكن من الشّاكرين فاستر جمال اللّه عن عيون المشركين ثمّ أسراره عن قلوب المغلّين تاللّه الحقّ تلك أيّام فيه امتحن اللّه كلّ النّبيّين والمرسلين ثمّ الّذينهم كانوا خلف سرادق العصمة وفسطاط العظمة وخباء العزة وكيف هؤلاء المشركين الّذين اتّخذوا إلههم أنفسهم وإذا يظهر عليهم سلطنة اللّه وإقتداره ثمّ عظمته وإجلاله يجعلون كفّ الإعراض على أبصارهم ثمّ يسرعون في المكر ليشتبهنّ على العباد كذلك نلقي عليك ما يحفظك عن رمي هؤلاء الشّياطين وإنّك إن تريد أن تشرب من هذه الشّرعة الّتي جرت عن يمين الفضل وبما وعدت به في قطب الرّضوان من الكافور والسّلسبيل فانقطع عن كلّ من في السّموات والأرض وعن كلّ ما جرى عليه حكم الأسماء في ملكوت البداء ليفتح على قلبك أبواب المعاني والبيان وتطّلع بأسرار الرّحمن في هذا الرّضوان وتكون من الموقنين أن يا رضى الرّوح تفكّر فيما نزل عليك من لدن عزيز عليم لعلّ تعرف ما أراد اللّه عرفانه لنفسك وتصل مقام الّذي قدّر لك في ألواح عزّ كريم وإنّا أرسلنا إليك هذا القميص الّذي كان مرشوشا بدم صادق لعلّ تطّلع بما هو المستور عن أنظر العالمين إلّا من شاء ربّك الّذين لا يمنعهم الحجبات ولا الإشارات ولا منع كلّ مانع ولو يظهر على صور الصّافين والكرّوبيّين لأنّهم ينظرون بالمنظر الأكبر في هذا الجمال الأطهر ويعرفون الحجّة بنفسها لا بغيرها لأنّ دليله آياته ووجوده إثباته كذلك كان الأمر من قبل ومن بعد إن أنتم من العارفين