Suriy-i-Muluk/Arabic11
يَا مَلأَ الوُكَلاءِ أَظَنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ بِأَنَّا جِئْنَاكُمْ لِنَأْخُذَ مَا عِنْدَكُمْ مِنْ زَخَارِفِ الدُّنْيَا وَمَتَاعِهَا لا فَوَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ بَلْ لِتَعْلَمُوا بِأَنّا مَا نُخَالِفُ السُّلْطَانَ فِي أَمْرِهِ وَمَا نَكُونُ مِنَ العَاصِينَ، فَاعْلَمُوا وَأَيْقِنُوا بِأَنَّ كُلَّ خَزَائِنِ الأَرْضِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَمَا كَانَ عَلَيْهَا مِنْ جَوَاهِرِ عِزٍّ ثَمِينٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ اللهِ وَأَوْلِيائِهِ وَأَحِبَّائِهِ إِلَّا كَكَفٍّ مِنَ الطِّينِ، لأَنَّ كُلَّ مَا عَلَيْهَا سَيَفْنَى وَيَبْقَى المُلْكُ للهِ المُقْتَدِرِ الجَمِيلِ، وَمَا يَفْنَى لَنْ يَنْفَعَنَا وَلا إِيَّاكُمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ المُتَفَكِّرِينَ، فَوَاللهِ مَا نَكْذِبُ فِي القَوْلِ وَمَا نَتَكَلَّمُ إِلَّا بِمَا أُمِرْتُ وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ هذَا الكِتَابُ بِنَفْسِهِ إِنْ أَنْتُمْ بِمَا ذُكِرَ فِيه لَمِنَ المُتَذَكِّرِينَ، وَأَنْتُمْ لا تَتَّبِعُوا هَواكُمْ وَلا بِمَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِكُمْ فَاَتَّبِعُوا أَمْرَ اللهِ فِي ظَاهِرِكُمْ وَبَاطِنِكُمْ وَلا تَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ، هَذا خَيْرٌ لَكُمْ عَنْ كُلِّ مَا اجْتَمَعْتُمُوهُ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَطْلُبُونَهُ فِي كُلِّ بُكُورٍ وَعَشِيٍّ، سَتَفْنَى الدُّنْيَا وَمَا أَنْتُمْ بِهِ تُسَرُّونَ فِي قُلُوبِكُمْ وَتَفْتَخِرونَ بِهِ بَيْنَ الخَلائِقِ أَجْمَعِينَ، طَهِّرُوا مِرْآةَ قُلُوبِكُمْ عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لِتَنْطَبِعَ فِيهَا أَنْوَارُ تَجَلِّي اللهِ وَهذا مَا يُغْنِيكُمْ عَمّا سِوَى اللهِ وَيُدْخِلُكُمْ فِي رِضَى اللهِ الكَرِيمِ العَالِمِ الحَكِيمِ، وَقَدْ أَلْقَيْنَاكُمْ مَا يَنْفَعُكُمْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَيهْدِيكُمْ سُبُلَ النَّجَاةِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ المُقْبِلِينَ.