Suriy-i-Muluk/Arabic9
أَنْ يَا طَيرَ القُدسِ طِرْ فِي فَضاءِ الأُنْسِ ثُمَّ ذَكِّرِ العِبَادَ بِما أَرَيْنَاكَ في لُجَجِ البَقَاءِ وَرَاءَ جَبَلِ الْعِزِّ وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ الْعَزيزِ الْجَميلِ، إِنَّا نَحْرُسُكَ عَنِ اَلّذينَ هُم ظَلَمُوكَ مِنْ دُونِ بَيِّنَةٍ مِنَ اللهِ وَلا كِتابٍ مُنيرٍ، قُلْ تَاللهِ يا مَلأَ الغُفَلاءِ مَا جِئْنَاكُمْ لِنُفْسِدَ في أَرْضِكُمْ وَنَكُونَ فِيها لَمِنَ المُفْسِدينَ، بَلْ جِئْنَاكُمْ لِنَتَّبِعَ أَمْرَ السُّلْطَانِ وَنَرْفَعَ أَمْرَكُمْ وَنُعَلِّمَكُمُ الْحِكْمَةَ وَنُذَكِّرَكُمْ في ما نَسِيتُمْ بِقَوْلِهِ الْحَقِّ فَذَكِّرْ إِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنينَ، وَأَنْتُمْ ما سَمِعْتُمْ نَغَمَاتِ الرُّوحِ وَسَمِعْتُمْ غَيْرَ مَسْمَعٍ عَنْ أَعدائِنا الّذينَ لا يتَكلَّمُونَ إِلَّا بِمَا يؤَيِّدُهُمْ هَواهُمْ وَزَيَّنَ الشَّيْطَانُ لَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَكَانُوا مِنَ الْمُفْتَرينَ، أَمَا سَمِعْتُمْ ما نُزِّلَ فِي كِتابِ عِزٍّ مُبِينٍ فَإِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنوُا فَلِمَ نَبَذْتُم حُكْمَ اللهِ وَرَاءَكُمْ وَاتَّبَعْتُمْ سُبُلَ المُفْسِدينَ، وَسَمِعْنَا بِأَنَّ مِنَ المُفْتَرينَ مَنْ قَالَ بِأَنَّ هذَا العَبْدَ كانَ أَنْ يَأْكُلُ الرِّبوا فِي العِراقِ وَيَجْمَعُ الزّخارِفَ لِنَفسِهِ قُلْ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ فِي ما لَيسَ لَكُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَتَفْتَرُونَ عَلَى العِبَادِ وَتَظُنُّونَ ظَنَّ الشَّياطِينِ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ بَعْدَ الَّذي أَنْهَى الله عَنْهُ عِبادَهُ فِي كِتابِ قُدْسٍ حَفيظٍ الّذي نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَجَعَلَهُ حُجَّةً بَاقِيةً مِنْ عِنْدِهِ وَهُدَى وَذِكْرى لِلْعَالَمِينَ، وَهذِهِ واحِدَةٌ مِنْ الْمَسَائِلِ الَّتِي خالَفْنَا فِيهَا عُلَمَاءَ العَجَمِ وَنَهَيْنَا العِبَادَ عَنْ ذلِك بِحُكْمِ الْكِتَابِ وَكَانَ اللهُ عَلَى مَا أَقُولُ شَهيد، وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ وَلكِنْ نُلْقِي عَلَيْكُمُ الحَقَّ لِتَطَّلِعُوا بِهِ وَتَكُونُنَّ فِيهَا لَمِنَ الْمُتَّقِينَ، إِيَّاكُمْ أَنْ لا تَسْمَعُوا أَقْوالَ الَّذِينَ تَجِدُونَ مِنْهُمْ رَوائِحَ الْغِلِّ وَالنِّفَاقِ وَلا تَلْتَفِتُوا إِلى هؤلاءِ وَكُونُوا مِنَ الزَّاهِدينَ، فَاعْلُموا بِأَنَّ الدُّنْيا وَزينَتَها وَزُخْرُفَهَا سَيَفْنَى وَيَبْقَى المُلْكُ للهِ المَلِكِ المُهَيمِنِ العَزيزِ القَدِيرِ، سَتَمضي أَيَّامُكُمْ وَكُلُّ ما اَنْتُم تَشتَغِلُونَ بِهِ وَبِهِ تَفْتَخِرُونَ عَلَى النَّاسِ وَيَحْضُرُكُمْ مَلائكَةُ الأَمْرِ عَلَى مَقَرِّ الّذي تَرْجُفُ فِيهِ أَرْكَانُ الخَلائِقِ وَتَقْشَعِرُّ فيهِ جُلُودُ الظَّالِمِينَ، وَتُسْئَلُونَ عَمَّا اكْتَسَبْتُمْ في الحَيَاةِ الباطِلَةِ وَتُجْزَوْنَ بِمَا فَعَلْتُمْ وَهَذا مِنْ يَوْمِ الّذي يَأْتِيكُمْ وَالسَّاعَةِ الَّتِي لا مَرَدَّ لَهَا وَشَهِدَ بِذلِك لِسَانُ صِدْقٍ عَلِيمٍ.