Kitab-i-Badi/Persian467: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(3 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و كنتُ فی تلك الحالة إلی أنْ بلغ حاملی إلی سبيل إنشعب منه السّبيلان، سبيلٌ إلی اليمين و سبيلٌ إلی اليسار. و إنه إنحرف من اليمين إلی الشّمال. فآه آه، إذاً وجدت فی نفسی الإضطراب و فزعت و فزع كلّ شیء من فزعی إلی أن بلّغنی إلی بابٍ لمّا فتح وجدتُ رائحةَ الجحيم و نفحاتِ السّجّين الّتی لو تهبّ رائحةٌ منها علی الممكنات كلّها ترجعنّ إلی عدم البحت. و أودعنی بيد هذا الظّالم الّذی قام عليك بالإعراض و ورد منه عليك ما بدلت الأسماء و ملكوتها و إنقطعتْ الصّفات عن مقاعدها. فلمّا إطّلعتُ به و بما أرتكبت بإعانتی ما إرتكب فررتُ عنه و عن لقائه إلی ساحة عزّ أحديّتك و مقرّ عرش عظمتك.
إذاً، يا محبوبی، أخذنی الإضطراب مرّةً أخری من خطيئتی الكبری، يا من بيدك ملكوت الإمضاء و جبروت القضاء. و كلّما أسكّن نفسی و أحدّثها من رحمتك الّتی سبقتْ الممكنات و أذكرها بعنايتك الّتی أحاطتْ مَن فی الأرض و السماء و أقول لها: "إطمئنّی و لا تجزعی! إنّ محبوبی رحيمٌ و سلطانی كريم و مالكی عطوف و خالقی غفور"، تظهر منها نارُ الحسرة و الخجلة و يحترق منها صبری و صبرها و إصطباری و إصطبارها و سكونی و سكونها. لذا لن ينقطع صريخی بين يديك و لا ينتهی ضجيجی تلقاء وجهك. فو عزّتك أخاف بأنْ يحزن مِن حزنی سكّانُ جبروت سرورك و قبائل ملكوت إبتهاجك. أسئلهم بك بأن لا يمنعونی عن صريخی و حنينی تلقاء مدين وحدانيّتك. لأنّ الّذينهم يطوفنّ فی حول عرشك و شربوا كوثر العزّ و الآمال و وجدوا حلاوة القرب و الوصال ينبغی لهم بأن ينظرنّ الّذی بعُد عن ساحة قربك و جُعل محروماً[۲۴۹]من بدائع نعمائك.

Latest revision as of 18:14, 16 May 2023

إذاً، يا محبوبی، أخذنی الإضطراب مرّةً أخری من خطيئتی الكبری، يا من بيدك ملكوت الإمضاء و جبروت القضاء. و كلّما أسكّن نفسی و أحدّثها من رحمتك الّتی سبقتْ الممكنات و أذكرها بعنايتك الّتی أحاطتْ مَن فی الأرض و السماء و أقول لها: "إطمئنّی و لا تجزعی! إنّ محبوبی رحيمٌ و سلطانی كريم و مالكی عطوف و خالقی غفور"، تظهر منها نارُ الحسرة و الخجلة و يحترق منها صبری و صبرها و إصطباری و إصطبارها و سكونی و سكونها. لذا لن ينقطع صريخی بين يديك و لا ينتهی ضجيجی تلقاء وجهك. فو عزّتك أخاف بأنْ يحزن مِن حزنی سكّانُ جبروت سرورك و قبائل ملكوت إبتهاجك. أسئلهم بك بأن لا يمنعونی عن صريخی و حنينی تلقاء مدين وحدانيّتك. لأنّ الّذينهم يطوفنّ فی حول عرشك و شربوا كوثر العزّ و الآمال و وجدوا حلاوة القرب و الوصال ينبغی لهم بأن ينظرنّ الّذی بعُد عن ساحة قربك و جُعل محروماً[۲۴۹]من بدائع نعمائك.