Kitab-i-Badi/Persian748: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(9 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و كم من أيّام، يا إلهی، كنتُ فريداً بين المذنبين مِن عبادك، و كم من ليالی، يا محبوبی، كنتُ أسيراً بين الغافلين من خلقك. و فی موارد البأساء و الضّراء كنتُ ناطقاً بثناء نفسك بين سمائك و أرضك و ذاكراً ببدايع ذكرك فی ملكوت أمرك و خلقك، و لو أنّ كلّ ما ظهر منّی لا ينبغی لِسلطان عزّ وحدانيّتك و لا يليق لشأنك و إقتدارك. فو عزّتك، يا محبوبی، لم أجد لِنفسی وجوداً تلقاء مدين عزّك، و كلّما أريد أن أثنی نفسك بثناء يمنعنی فؤادی، لأنّ دونك لم يقدر أن يطير فی هواء ملكوت قربك أو أن يصعد إلی سماء جبروت لقائك. فو عزّتك، أشاهد بأنّی لو أسجد لِكفّ مِن التّراب إلی آخر الّذی لا آخر له لِنسبته إلی إسمك الصّانع لَأجد نفسی بعيداً عن التّقرّب إليه. و أشاهد بأنّ عملی لاينبغی له، بل كان محدوداً[۳۹۷]بحدودات نفسی. و لو أخدم أحداً من عبادك بحيث أقُوم بين يديه بدوام ملكوتك و بقاء جبروتك لنسبته إلی إسمك الخالق، فو عزّتك لأجد نفسی مقصّراً عن أداء خدمته و محروماً عمّا يليق له. لأنّ فی هذا المقام لا يُری إلاّ نسبتهم إلی إسمائك و صفاتك.
فلمّا جاء الوعد و تمّت الميقات حرّكتُ ذيل السّتر أقلّ مِن أنْ يُحصی. إذاً فزع مَن فی جبروت الأمر و الخلق إلاّ الّذين خلقتَهم من نار حبّك و هواء شوقك و ماء عنايتك و تراب فضلك. أولئك يُصلّينّ عليهم أهل ملاء الأعلی و سكّانُ مداين البقاء. فلك الحمد، يا إلهی، بما عصمتَ الموحّدين و أهلكتَ المشركين و فصّلت بين الكلّ بكلمةٍ أخری، الّتی خرجت من فم مشيّتك و ظهرت من قلم إرادتك. و بذلك إعترض علیّ عبادُ الّذينهم خُلقوا بكلمة أمرك و بُعثوا بإرادتك، و بلغوا فی الإعراض إلی مقامٍ كفروا بك و بآياتك و حاربوا بنفسك.

Latest revision as of 02:39, 17 May 2023

فلمّا جاء الوعد و تمّت الميقات حرّكتُ ذيل السّتر أقلّ مِن أنْ يُحصی. إذاً فزع مَن فی جبروت الأمر و الخلق إلاّ الّذين خلقتَهم من نار حبّك و هواء شوقك و ماء عنايتك و تراب فضلك. أولئك يُصلّينّ عليهم أهل ملاء الأعلی و سكّانُ مداين البقاء. فلك الحمد، يا إلهی، بما عصمتَ الموحّدين و أهلكتَ المشركين و فصّلت بين الكلّ بكلمةٍ أخری، الّتی خرجت من فم مشيّتك و ظهرت من قلم إرادتك. و بذلك إعترض علیّ عبادُ الّذينهم خُلقوا بكلمة أمرك و بُعثوا بإرادتك، و بلغوا فی الإعراض إلی مقامٍ كفروا بك و بآياتك و حاربوا بنفسك.