Kitab-i-Badi/Persian465: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(5 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و إنّی قد كنت، يا إلهی، فی كلّ الأيّام مشتاقاً لوصالك بحيث نِمت فی اللّيالی رجاءً للقائك و ما أرفعت رأسی فی الأصباح إلاّ شوقاً لحضرتك. و كنت فی تلك الحالة إلی أنْ حركت أرياح قضائك عن يمين إرادتك و ظهرت ظهورات تقديرك عن أفق قضائك و إنصرفنی عن شطرك إلی شطر أعدائك. فآه آه من هذا الهبوب، فآه آه من هذا المرور، فآه آه من هذه المرسلات الّتی أخذتنی بقدرتك و أودعتنی فی محضر المشركين بنفسك و المعاندين بجمالك. فيا ليت كانوا قانعاً بما إرتكبوا فی أيّامك و وردوا علی نفسك. لا فو عزّتك أولئك لن يستريحوا إلاّ بأن يسفكوا دمك بين بريّتك و يأكلوا لحمك بأنياب البغضاء فی ملكوت الإنشاء. هؤلاء الأشقياء الّذين يفرّ الفرعون من كبرهم و غرورهم و يهرب النّمرود من طغيانهم و بغيهم و يستعيذ الشّيطان بك من شرّهم و غلّهم.
و كنتُ فی تلك الحالة إلی أنْ بلغ حاملی إلی سبيل إنشعب منه السّبيلان، سبيلٌ إلی اليمين و سبيلٌ إلی اليسار. و إنه إنحرف من اليمين إلی الشّمال. فآه آه، إذاً وجدت فی نفسی الإضطراب و فزعت و فزع كلّ شیء من فزعی إلی أن بلّغنی إلی بابٍ لمّا فتح وجدتُ رائحةَ الجحيم و نفحاتِ السّجّين الّتی لو تهبّ رائحةٌ منها علی الممكنات كلّها ترجعنّ إلی عدم البحت. و أودعنی بيد هذا الظّالم الّذی قام عليك بالإعراض و ورد منه عليك ما بدلت الأسماء و ملكوتها و إنقطعتْ الصّفات عن مقاعدها. فلمّا إطّلعتُ به و بما أرتكبت بإعانتی ما إرتكب فررتُ عنه و عن لقائه إلی ساحة عزّ أحديّتك و مقرّ عرش عظمتك.

Latest revision as of 18:13, 16 May 2023

و كنتُ فی تلك الحالة إلی أنْ بلغ حاملی إلی سبيل إنشعب منه السّبيلان، سبيلٌ إلی اليمين و سبيلٌ إلی اليسار. و إنه إنحرف من اليمين إلی الشّمال. فآه آه، إذاً وجدت فی نفسی الإضطراب و فزعت و فزع كلّ شیء من فزعی إلی أن بلّغنی إلی بابٍ لمّا فتح وجدتُ رائحةَ الجحيم و نفحاتِ السّجّين الّتی لو تهبّ رائحةٌ منها علی الممكنات كلّها ترجعنّ إلی عدم البحت. و أودعنی بيد هذا الظّالم الّذی قام عليك بالإعراض و ورد منه عليك ما بدلت الأسماء و ملكوتها و إنقطعتْ الصّفات عن مقاعدها. فلمّا إطّلعتُ به و بما أرتكبت بإعانتی ما إرتكب فررتُ عنه و عن لقائه إلی ساحة عزّ أحديّتك و مقرّ عرش عظمتك.