Kitab-i-Badi/Persian459: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(5 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و إنّك يا إلهی و مالكی لو تجاوزت عنّی بحلمك و غفرت لی[۲۴۲]خطيئتی بفضلك و كرمك كيف أرفع رأسی تلقاء مدين عزّك و لقائك؟ فو عزّتك قد بلغتُ فی الذّلّة إلی مقام لو تنظر إلیّ بلحظات رأفتك لَتبكی بنفسك علی هذا المسكين الّذی صار مأيوساً عن نفسه و عن كلّ الجهات بما جُعل محروماً من بوارق انوار جمالك الّتی أشرقت عن أفق سماء عزّك و مشيّتك. فآه آه عن يأسی فی هذا اليوم الّذی فتحتْ فيه أبواب وصلك لمن فی أرضك و سمائك و دعوتَ الكلّ إلی مقرّ قربك و لقائك. فآه آه عمّا قدّر لی فی ألواح قضائك و محوت به حظّی و لذيذ مناجاتی عند مشاهدة أنوار وجهك. فيا ليت كنتُ محروماً عن كلّ ما قدّرته لخير بريّتك و ما عاشرتُ مع الّذين ما عرفوك و ما سجدوك و ظهر منهم بإعانتی ما إحترقت عنه قلوب أمنائك و أصفيائك.
فآه آه، يا محبوبی! كيف أذكر ما أشاهد من ظهورات فعلك و شئونات أمرك؟ مرّةً أشاهد بأنّك أخذت قلم الّذی كان مثلی بأنامل رحمتك و جعلته مُعاشر نفسك و مؤانس جمالك، و تأخذه بأصابع عزّك و كبريائك و تجری منه بحور الحيوان الّتی بقطرة منها بعثت حقائق الإمكان و أفئدة أهل الأكوان و من صريره إستجذبت قلوب المقرّبين و أفئدة المخلصين. و مرّةً أشاهد بأنّك إبتليتنی بأنامل المشركين و جعلتنی مقهوراً تحت أصابعهم و ظهر منّی ما إضطربت منه أفئدة ملاء الأعلی، ثمّ سكّان مدائن البقاء و تشبّكتْ أكباد الّذين كرّمتَ وجوههم عن التّوجّه إلی غيرك و قدّستهم عن إشارات أهل أرضك و إستقربتهم فی ظلّ عنايتك و إفضالك. فو عزّتك أخاف بأنّ مِن عصيانی يتوقّف قلم أمرك ويعطّل ألواح قضائك و[۲۴۴]صحائف تقديرك. فيا ليت ما كنتُ موجوداً و ما كنتُ مذكوراً.

Latest revision as of 18:11, 16 May 2023

فآه آه، يا محبوبی! كيف أذكر ما أشاهد من ظهورات فعلك و شئونات أمرك؟ مرّةً أشاهد بأنّك أخذت قلم الّذی كان مثلی بأنامل رحمتك و جعلته مُعاشر نفسك و مؤانس جمالك، و تأخذه بأصابع عزّك و كبريائك و تجری منه بحور الحيوان الّتی بقطرة منها بعثت حقائق الإمكان و أفئدة أهل الأكوان و من صريره إستجذبت قلوب المقرّبين و أفئدة المخلصين. و مرّةً أشاهد بأنّك إبتليتنی بأنامل المشركين و جعلتنی مقهوراً تحت أصابعهم و ظهر منّی ما إضطربت منه أفئدة ملاء الأعلی، ثمّ سكّان مدائن البقاء و تشبّكتْ أكباد الّذين كرّمتَ وجوههم عن التّوجّه إلی غيرك و قدّستهم عن إشارات أهل أرضك و إستقربتهم فی ظلّ عنايتك و إفضالك. فو عزّتك أخاف بأنّ مِن عصيانی يتوقّف قلم أمرك ويعطّل ألواح قضائك و[۲۴۴]صحائف تقديرك. فيا ليت ما كنتُ موجوداً و ما كنتُ مذكوراً.