Kitab-i-Badi/Persian693: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
إنّه تكلّم بين يدی الله بخضوع و خشوع و صريخ و إنابة و قال: "أريد مِن بديع مواهبك بأن ترزقنی من نعمائك الرّوحانيّة." إذاً إشتعل وجه الرّوح، ثمّ قال: "تعالَ، يا عبد!" و أمر بجلوسه أمام وجهه، ثمّ تكلّم لسان الله بكلمات يترشّح منها رشحات المعانی علی كلّ ما كان و ما يكون. و إنّی لم أقدر أن أَصِفَها أو أذكرها، و لم أدر ما أنفق عليه يدُ العناية من نعمائه المكنونة الرّوحانيّة، بحيث إستجذبت منها نفسُهُ و روحُهُ و كينونته و ذاته، و أخذتْه غلباتُ الشّوق علی شأنٍ غفل عن نفسه و عن كلّ من فی السّموات و الأرضين. فتوجّه بسرّه و جهره إلی محبوب العالمين إلی أنْ إنتهی المجلس و رجع الرّوح إلی مقرّه.
ولكن إنّه بعد إستماع كلمات الله و ما ذاق عمّا أراد، ما شهد أحدٌ فی نفسه سكوناً و قراراً. و قضت عليه أيّام معدودات و فی كلّ حين يزداد شوقه و يشتدّ شغفه بالله بارئه، إلی أن حضر فی فجر يومٍ من الأيّام و كنس بعمامته فِناء البيت و رجع و أخذ سِكّيناً و تجنّب عن العباد و خرج عن المدينة إلی أن ورد شاطی الشّط. قام مقبلاً إلی البيت، بيدٍ أخذ لحاه و بيدٍ آخر قطع حنجره حبّاً للّه المقتدر المهيمن القيّوم. إذاً أرتفع بين النّاس ضوضاء و إرتفعت الصّياح مِن كلّ النّفوس و إجتمعوا فی حوله خلق كثير[۳۷۰]،و رأوا بأنّ السّكين كان بيده و وضع يده علی صدره، فتحيّر بذلك كلّ الوجود، ثمّ أهل ملاء الأعلی، ثمّ أهل مدائن الكبرياء، ثمّ أهل ملكوت الأسماء و جبروت البقا. و كلّهم صلّوا عليه و كبّروا علی وجهه و نزلوا عليه و طافوا فی حوله و إستنشقوا روائح حبّه. و إنّی لو أذكر ما ظهر فی ذلك اليوم، إنّک لن تقبلَ و لن تستطيعَ أنْ تعرفَ و كان الله علی ما أقول شهيد.

Latest revision as of 02:21, 17 May 2023

ولكن إنّه بعد إستماع كلمات الله و ما ذاق عمّا أراد، ما شهد أحدٌ فی نفسه سكوناً و قراراً. و قضت عليه أيّام معدودات و فی كلّ حين يزداد شوقه و يشتدّ شغفه بالله بارئه، إلی أن حضر فی فجر يومٍ من الأيّام و كنس بعمامته فِناء البيت و رجع و أخذ سِكّيناً و تجنّب عن العباد و خرج عن المدينة إلی أن ورد شاطی الشّط. قام مقبلاً إلی البيت، بيدٍ أخذ لحاه و بيدٍ آخر قطع حنجره حبّاً للّه المقتدر المهيمن القيّوم. إذاً أرتفع بين النّاس ضوضاء و إرتفعت الصّياح مِن كلّ النّفوس و إجتمعوا فی حوله خلق كثير[۳۷۰]،و رأوا بأنّ السّكين كان بيده و وضع يده علی صدره، فتحيّر بذلك كلّ الوجود، ثمّ أهل ملاء الأعلی، ثمّ أهل مدائن الكبرياء، ثمّ أهل ملكوت الأسماء و جبروت البقا. و كلّهم صلّوا عليه و كبّروا علی وجهه و نزلوا عليه و طافوا فی حوله و إستنشقوا روائح حبّه. و إنّی لو أذكر ما ظهر فی ذلك اليوم، إنّک لن تقبلَ و لن تستطيعَ أنْ تعرفَ و كان الله علی ما أقول شهيد.