Kitab-i-Badi/Persian746: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(5 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و كم من أيّام، يا إلهی، كنتُ فريداً بين المذنبين مِن عبادك، و كم من ليالی، يا محبوبی، كنتُ أسيراً بين الغافلين من خلقك. و فی موارد البأساء و الضّراء كنتُ ناطقاً بثناء نفسك بين سمائك و أرضك و ذاكراً ببدايع ذكرك فی ملكوت أمرك و خلقك، و لو أنّ كلّ ما ظهر منّی لا ينبغی لِسلطان عزّ وحدانيّتك و لا يليق لشأنك و إقتدارك. فو عزّتك، يا محبوبی، لم أجد لِنفسی وجوداً تلقاء مدين عزّك، و كلّما أريد أن أثنی نفسك بثناء يمنعنی فؤادی، لأنّ دونك لم يقدر أن يطير فی هواء ملكوت قربك أو أن يصعد إلی سماء جبروت لقائك. فو عزّتك، أشاهد بأنّی لو أسجد لِكفّ مِن التّراب إلی آخر الّذی لا آخر له لِنسبته إلی إسمك الصّانع لَأجد نفسی بعيداً عن التّقرّب إليه. و أشاهد بأنّ عملی لاينبغی له، بل كان محدوداً[۳۹۷]بحدودات نفسی. و لو أخدم أحداً من عبادك بحيث أقُوم بين يديه بدوام ملكوتك و بقاء جبروتك لنسبته إلی إسمك الخالق، فو عزّتك لأجد نفسی مقصّراً عن أداء خدمته و محروماً عمّا يليق له. لأنّ فی هذا المقام لا يُری إلاّ نسبتهم إلی إسمائك و صفاتك.
و بما ظهر منّی يُوقن كلّ بصير بأنّ الأمر ليس بيدی، بل بيدك، و لم يكن زمام الإختيار فی قبضتی، بل فی قبضتك و إقتدارك. مع ذلك، يا إلهی، إجتمعوا علیّ أهل مملكتك و ينزلنّ فی كلّ حين ما تفزع به حقائق أصفيائك و أمنائك. إذاً أسئلك، يا إلهی، بإسمك، الّذی به إهتديت العاشقين إلی كوثر فضلك و إلطافك و إستجذبت المشتاقين إلی رضوان قربك و لقائك، بأن تفتح أبصار بريّتك لِيشهدن فی هذا الظّهور ظهورَ عزّ فردانيّتك و طلوعَ أنوار وجهك و جمالك. ثمّ طهّرهم، يا إلهی، مِن الظّنون و الأوهام لِيجدنّ روائح التّقديس من قميص ظهورك و أمرك. لعلّ لايردنّ علیّ ما تمنع به أنفسهم من نفحات شئون رحمانيّتك فی أيّام ظهور مظهر نفسك و مطلع أمرك، و لا يرتكبنّ ما تجعل به ذواتهم مستحقّاً لظهورات قهرك و غضبك.

Latest revision as of 02:39, 17 May 2023

و بما ظهر منّی يُوقن كلّ بصير بأنّ الأمر ليس بيدی، بل بيدك، و لم يكن زمام الإختيار فی قبضتی، بل فی قبضتك و إقتدارك. مع ذلك، يا إلهی، إجتمعوا علیّ أهل مملكتك و ينزلنّ فی كلّ حين ما تفزع به حقائق أصفيائك و أمنائك. إذاً أسئلك، يا إلهی، بإسمك، الّذی به إهتديت العاشقين إلی كوثر فضلك و إلطافك و إستجذبت المشتاقين إلی رضوان قربك و لقائك، بأن تفتح أبصار بريّتك لِيشهدن فی هذا الظّهور ظهورَ عزّ فردانيّتك و طلوعَ أنوار وجهك و جمالك. ثمّ طهّرهم، يا إلهی، مِن الظّنون و الأوهام لِيجدنّ روائح التّقديس من قميص ظهورك و أمرك. لعلّ لايردنّ علیّ ما تمنع به أنفسهم من نفحات شئون رحمانيّتك فی أيّام ظهور مظهر نفسك و مطلع أمرك، و لا يرتكبنّ ما تجعل به ذواتهم مستحقّاً لظهورات قهرك و غضبك.