Kitab-i-Badi/Persian456: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
فآه آه، يا محبوبی! أنت خلقتنی لذكرك و ثناء نفسك و إنّی صرتُ محروماً عمّا خُلقتُ له. و ظهر منّی ما شقّ به ستر العظمة و الكبرياء و تغيّرتْ وجوه أهل ملاء الأعلی و إنعدمت حقائق مَن فی ملكوت الأسماء و تزلزلتْ أركان مدائن البقاء. فكيف، يا إلهی، أرفع رأسی بين الأقلام لخجلة الّتی به ناكس رأسی فی محضر المقرّبين عند ظهورات أنوار جمالك و مقعد الموحّدين علی فناء باب عظمتك. فو عزّتك لو تلبسنی رداء الغفران و تهبّ علیّ من شطر عنايتك نفحات إسمك الرّحمن و تغمسنی فی أبحر عطوفتك وألطافك و تغفرنی عمّا إرتكبت فی أيّامك، فو عزّتك لن يسكن فؤادی و لن تطمئنّ نفسی. هبنی، يا محبوبی، بأنّك بفضلك وعنايتك طهّرتنی عن العصيان، فكيف يذهب منّی روائح خجلة الّتی تهبّ من نفسی علی نفسی فی كلّ الأحيان و جعلنی محروماً عن نفحات رضوان الّذی جعلته فوق الجنان؟
و إنّك يا إلهی و مالكی لو تجاوزت عنّی بحلمك و غفرت لی[۲۴۲]خطيئتی بفضلك و كرمك كيف أرفع رأسی تلقاء مدين عزّك و لقائك؟ فو عزّتك قد بلغتُ فی الذّلّة إلی مقام لو تنظر إلیّ بلحظات رأفتك لَتبكی بنفسك علی هذا المسكين الّذی صار مأيوساً عن نفسه و عن كلّ الجهات بما جُعل محروماً من بوارق انوار جمالك الّتی أشرقت عن أفق سماء عزّك و مشيّتك. فآه آه عن يأسی فی هذا اليوم الّذی فتحتْ فيه أبواب وصلك لمن فی أرضك و سمائك و دعوتَ الكلّ إلی مقرّ قربك و لقائك. فآه آه عمّا قدّر لی فی ألواح قضائك و محوت به حظّی و لذيذ مناجاتی عند مشاهدة أنوار وجهك. فيا ليت كنتُ محروماً عن كلّ ما قدّرته لخير بريّتك و ما عاشرتُ مع الّذين ما عرفوك و ما سجدوك و ظهر منهم بإعانتی ما إحترقت عنه قلوب أمنائك و أصفيائك.

Latest revision as of 18:10, 16 May 2023

و إنّك يا إلهی و مالكی لو تجاوزت عنّی بحلمك و غفرت لی[۲۴۲]خطيئتی بفضلك و كرمك كيف أرفع رأسی تلقاء مدين عزّك و لقائك؟ فو عزّتك قد بلغتُ فی الذّلّة إلی مقام لو تنظر إلیّ بلحظات رأفتك لَتبكی بنفسك علی هذا المسكين الّذی صار مأيوساً عن نفسه و عن كلّ الجهات بما جُعل محروماً من بوارق انوار جمالك الّتی أشرقت عن أفق سماء عزّك و مشيّتك. فآه آه عن يأسی فی هذا اليوم الّذی فتحتْ فيه أبواب وصلك لمن فی أرضك و سمائك و دعوتَ الكلّ إلی مقرّ قربك و لقائك. فآه آه عمّا قدّر لی فی ألواح قضائك و محوت به حظّی و لذيذ مناجاتی عند مشاهدة أنوار وجهك. فيا ليت كنتُ محروماً عن كلّ ما قدّرته لخير بريّتك و ما عاشرتُ مع الّذين ما عرفوك و ما سجدوك و ظهر منهم بإعانتی ما إحترقت عنه قلوب أمنائك و أصفيائك.