Kitab-i-Badi/Persian444: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و مع ذلك كيف أذكرك، يا محبوبی، بعد الّذی فو عزّتك لَترادف القضايا و تتابع البلايا؟ لن أجدَ من فرصة لِأبكی علی نفسی و كيف[۲۳۳]ثناء نفسك العلیّ العظيم. كلّما أريد أن أثنيك بثناء أو أتقرّب إليك ببدايع ذكرك يمنعنی غلّ أعدائك و إعراض طغاة بريّتك بحيث لو ألتفتُ إلی اليمين أجدُ كتابَ السّجّين من أحد من خلقك و فيه ما إضطربت عنه أركان كلّ شیء، ثمّ أركان ملكوت أسمائك الحسنی. و كلّما أتوجّه إلی اليسار أجد كتاباً من الفجّار. و فيه ما صاحتْ و ضجّتْ و ناحتْ حقائق أصفيائك و أفئدة أنبيائك بعد الّذی إنّک أمرتَ ملاءَ البيان الّذين يدّعون الإيمان بنفسك و الإقرار بفردانيّتك و الإذعان عند ظهورات أنوار عزّ وحدانيّتك بأن يكتبَ كلُّ نفس فی كلّ واحد كتاباً فی إثبات أمرك فی هذا الظّهور الّذی به أشرقتْ شمسُ العزّة و الإقتدار عن أفق سماء عزّ رحمانيّتك ليتذكّرنّ به العباد و ينتظرنّ هذا النّباء الّذی بشّرتهم فی كلّ ألواحك و زبرك و صحائف مجدك بقولك الحقّ مخاطباً لملاء البيان: و أنتم فی كلّ واحدٍ كتابَ اثباتٍ لِمَن نُظهره بعضُكم إلی بعض تكتبون لعلّكم يومَ ظهوره بما تكتبون لَتعملون.
و إنّهم، يا إلهی، نبذوا أحكامك عن ورائهم و نسوا ما نصحتهم به فی ألواحك. فيا ليتَ كانوا قانعاً بذلك، بل كتب كلّ واحدٍ[۲۳۴] منهم كتاباً إحترقتْ عنه نفسك و حقائقُ كلّ شیء و أكبادُ المقرّبين من أحبّائك و المقدّسين من أصفيائك. و إنتشروه فی البلاد لِيضيع به حرمةُ الله بين بريّته و عزّة الله بين خلقه و إحترامه بين عباده. فو عزّتك، يا محبوبی، ما ادركت صباحاً إلا و قد إرتدّ فيه بصری إلی ما إحترق به كبدی و إضطرب به نفسی و حزن به قلبی. و بذلك بكيتُ بعيون سرّی و بَكَتْ ببُكائی عيون الّذين كرّمتَهم مِن بريّتك و إصطفيتهم من بين خلقك و جعلتهم مهابطَ وحيك و مخازن علمك و مظاهر أمرك و مطالع قدرتك و مكامن إلهامك و مشارق شموس إحسانك.

Latest revision as of 18:06, 16 May 2023

و إنّهم، يا إلهی، نبذوا أحكامك عن ورائهم و نسوا ما نصحتهم به فی ألواحك. فيا ليتَ كانوا قانعاً بذلك، بل كتب كلّ واحدٍ[۲۳۴] منهم كتاباً إحترقتْ عنه نفسك و حقائقُ كلّ شیء و أكبادُ المقرّبين من أحبّائك و المقدّسين من أصفيائك. و إنتشروه فی البلاد لِيضيع به حرمةُ الله بين بريّته و عزّة الله بين خلقه و إحترامه بين عباده. فو عزّتك، يا محبوبی، ما ادركت صباحاً إلا و قد إرتدّ فيه بصری إلی ما إحترق به كبدی و إضطرب به نفسی و حزن به قلبی. و بذلك بكيتُ بعيون سرّی و بَكَتْ ببُكائی عيون الّذين كرّمتَهم مِن بريّتك و إصطفيتهم من بين خلقك و جعلتهم مهابطَ وحيك و مخازن علمك و مظاهر أمرك و مطالع قدرتك و مكامن إلهامك و مشارق شموس إحسانك.