Lawh-i-Malikih/Page1/Arabic2: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
(Created page with "English Arabic Resources (6) separator لوح الملكة فيكتوريا (ملكة بريطانيا) – حضرة بهاءالله – الواح نازله خطاب بملوك ورؤساى ارض،الصفحات ۱۳۱ - ١٤١ يَا أَيَّتُهَا المَلِكَةُ فِي اللُّونْدْرَةِ أَنِ اسْتَمِعِي نِدَاءَ رَبِّكِ مَالِكِ البَرِيَّةِ مِنَ السِّدْرَةِ الإِلهِيَّةِ إ...")
 
No edit summary
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
English
Arabic
Resources
(6)
separator
لوح الملكة فيكتوريا (ملكة بريطانيا) – حضرة بهاءالله – الواح نازله خطاب بملوك ورؤساى ارض،الصفحات ۱۳۱ - ١٤١
يَا أَيَّتُهَا المَلِكَةُ فِي اللُّونْدْرَةِ أَنِ اسْتَمِعِي نِدَاءَ رَبِّكِ مَالِكِ البَرِيَّةِ مِنَ السِّدْرَةِ الإِلهِيَّةِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا العَزِيزُ الحَكِيمُ، ضَعِي ما عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ زَيِّنِي رَأْسَ المُلْكِ بِإِكْلِيلِ ذِكْرِ رَبِّكِ الجَلِيلِ إِنَّهُ قَدْ أَتَى فِي العَالَمِ بِمَجْدِهِ الأَعْظَمِ وَكَمُلَ مَا ذُكِرَ فِي الإِنْجِيلِ، قَدْ تَشَرَّفَ بَرُّ الشَّامِ بِقُدُومِ رَبِّهِ مَالِكِ الأَنامِ وَأَخَذَ سُكْرُ خَمْرِ الوِصالِ شَطْرَ الجَنُوبِ وَالشِّمَالِ، طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ عَرْفَ الرَّحْمنِ وَأَقْبَلَ إِلَى مَشْرِقِ الجَمَالِ فِي هذا الفَجْرِ المُبِينِ، قَدِ اهْتَزَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى مِنْ نَسَمَاتِ رَبِّهِ الأَبْهَى وَالبَطْحاءُ مِنْ نِدَاءِ اللهِ العَلِيِّ الأَعْلَى إِذاً كُلُّ حَصَاةٍ مِنْها تُسَبِّحُ الرَّبَّ بِهذا الاسْمِ العَظِيمِ، دَعِي هَواكِ ثُمَّ أَقْبِلِي بِقَلْبِكِ إِلَى مَوْلاكِ القَدِيمِ، إِنَّا نُذَكِّرُكِ لِوَجْهِ اللهِ وَنُحِبُّ أَنْ يَعْلُوَ اسْمُكِ بِذِكْرِ رَبِّكِ خَالِقِ الأَرْضِ وَالسَّماءِ إِنَّهُ عَلَى ما أَقُولُ شَهِيدٌ، قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكِ مَنَعْتِ بَيْعَ الغِلْمَانِ وَالإِماءِ هذا ما حَكَمَ بِهِ اللهُ فِي هذَا الظُّهُورِ البَدِيعِ، قَدْ كَتَبَ اللهُ لَكِ جَزَاءَ ذلِكَ إِنَّهُ مُوفِي أُجُورَ المُحْسِنِينَ إِنْ تَتَّبِعِي ما أُرْسِلَ إِلَيْكِ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ خَبِيرٍ، إِنَّ الَّذِي أَعْرَضَ وَاسْتَكْبَرَ بَعَدَما جاءَتْهُ البَيِّناتِ مِنْ لَدُنْ مُنْزِلِ الآياتِ لَيُحْبِطُ اللهُ عَمَلَهُ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شّيْءٍ قَدِيرٍ، إِنَّ الأَعْمالَ تُقْبَلُ بَعْدَ الإِقْبالِ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الحَقِّ إِنَّهُ مِنْ أَحْجَبِ الخَلْقِ كذلِكَ قُدِّرَ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ قَدِيرٍ، وَسَمِعْنا أَنَّكِ أَوْدَعْتِ زِمامَ المُشاوَرَةِ بِأَيادِي الجُمْهُورِ نِعْمَ ما عَمِلْتِ لأَنَّ بِها تَسْتَحْكِمُ أُصُولُ أَبْنِيَةِ الأُمُورِ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُ مَنْ فِي ظِلِّكِ مِنْ كُلِّ وَضِيعٍ وَشَرِيفٍ، وَلكِنْ يَنْبَغِي لَهُمْ بِأَنْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ بَيْنَ العِبادِ وَيَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وُكَلاءَ لِمَنْ عَلَى الأَرْضِ كُلِّها، هذا ما وُعِظُوا بِهِ فِي اللَّوْحِ مِنْ لَدُنْ مُدَبِّرٍ حَكِيمٍ، وَإِذا تَوَجَّهَ أَحَدٌ إِلَى المَجْمَعِ يُحَوِّلُ طَرْفَهُ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَيَقُولُ: يا إِلهِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَبْهَى بِأَنْ تُؤَيِّدَنِي عَلَى ما تَصْلُحُ بِهِ أُمُورُ عِبادِكَ وَتُعْمَرُ بِهِ بِلادُكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، طُوبَى لِمَنْ يَدْخُلُ المَجْمَعَ لِوَجْهِ اللهِ وَيَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ بِالعَدْلِ الخالِصِ أَلا إِنَّهُ مِنَ الفائِزِينَ.


يَا أَصْحابَ المَجْلِسِ فِي هُناَكَ وَدِيَارٍ أُخْرَى تَدَبَّرُوا وَتَكَلَّمُوا فِي ما يَصْلُحُ بِهِ العالَمُ وَحالُهِ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ المُتَوَسِّمِينَ، فَانْظُرُوا العالَمَ كَهَيْكَلِ إِنْسانٍ إِنَّهُ خُلِقَ صَحِيحاً كَامِلاً فَاعْتَرَتْهُ الأَمْراضُ بِالأَسْبابِ المُخْتَلِفَةِ المُتَغايِرَةِ وَما طابَتْ نَفْسُهُ فِي يَوْمٍ بَلْ اشْتَدَّ مَرَضُهُ بِما وَقَعَ تَحْتَ تَصَرُّفِ أَطِبَّاءَ غَيْرِ حَاذِقَةٍ الَّذِينَ رَكِبُوا مَطِيَّةَ الهَوَى وَكَانُوا مِنَ الهَائِمِينَ، وَإِذا طابَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضائِهِ فِي عَصْرٍ مِنَ الأَعْصارِ بِطَبِيبٍ حاذِقٍ بَقِيَتْ أَعْضاءٌ أُخْرَى فِي ما كَانَ، كذلِكَ يُنَبِّئُكُمُ العَلِيمُ الخَبِيرُ، وَاليَوْمَ نَرَاهُ تَحْتَ أَيْدِي الَّذِينَ أَخَذَهُمْ سُكْرُ خَمْرِ الغُرُورِ عَلَى شَأْنٍ لا يَعْرِفُونَ خَيْرَ أَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ هذا الأَمْرَ الأَوْعَرَ الخَطِيرَ، إِنْ سَعَى أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ فِي صِحَّتِهِ لَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُ إِلاَّ بِأَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ اسْماً كَانَ أَوْ رَسْمًا لِذَا لا يَقْدِرُ عَلَى بُرْئِهِ إِلاَّ عَلَى قَدَرٍ مَقْدُورٍ، وَالَّذِي جَعَلَهُ اللهُ الدِّرْياقَ الأَعْظَمَ وَالسَّبَبَ الأَتَمَّ لِصِحَّتِهِ هُوَ اتِّحادُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ وَشَرِيعَةٍ واحِدَةٍ، هذَا لا يُمْكِنُ أَبَدَاً إِلاَّ بِطَبِيبٍ حاذِقٍ كامِلٍ مُؤَيَّدٍ لَعَمْرِي هذا لَهُوَ الحَقُّ وَما بَعْدَهُ إِلاَّ الضَّلالُ المُبِينُ، كُلَّما أَتَى ذاكَ السَّبَبُ الأَعْظَمُ وَأَشْرَقَ ذاكَ النُّورُ مِنْ مَشْرِقِ القِدَمِ مَنَعَهُ المُتَطَبِّبُونَ وَصارُوا سَحابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَالَمِ لِذا ما طابَ مَرَضُهُ وَبَقِيَ فِي سُقْمِهِ إِلَى الحِينِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى حِفْظِهِ وَصِحَّتِهِ وَالَّذِي كَانَ مَظْهَرَ القُدْرَةِ بَيْنَ البَرِيَّةِ مُنِعَ عَمَّا أَرَادَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي المُتَطَبِّبِين، فَانْظُرُوا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الَّتِي أَتَى جَمالُ القِدَمِ وَالاسْمُ الأَعْظَمُ لِحَيوةِ العَالَمِ وَاتِّحادِهِمْ إِنَّهُمْ قامُوا عَلَيْهِ بِأَسْيافٍ شاحِذَةٍ وَارْتَكَبُوا ما فَزَعَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ إِلَى أَنْ جَعَلُوهُ مَسْجُوناً فِي أَخْرَبِ البِلادِ المُقَامِ الَّذِي انْقَطَعَتْ عَنْ ذَيْلِهِ أَيادِي المُقْبِلِينَ، إِذَا قِيلَ لَهُمْ أَتَى مُصْلِحُ العالَمِ قالُوا قَدْ تَحَقَّقَ إِنَّهُ مِنَ المُفْسِدِينَ بَعْدَ الَّذِي ما عاشَرُوا مَعَهُ وَيَرَوْنَ أَنَّهُ ما حَفِظَ نَفْسَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ حِينٍ، كَانَ فِي كُلِّ الأَحْيانِ بَيْنَ أَيادِي أَهْلِ الطُّغْيانِ مَرَّةً حَبَسُوهُ وَطَوْرَاً أَخْرَجُوهُ وَتَارَةً دَارُوا بِهِ البِلادَ كذلِكَ حَكَمُوا عَلَيْنا وَاللهُ عَلَى ما أَقُولُ عَلِيمٌ، أُولئِكَ مِنْ أَجْهَلِ الخَلْقِ لَدَى الحَقِّ يَقْطَعُونَ أَعْضَادَهُمْ وَلا يَشْعُرُونَ، يَمْنَعُونَ الخَيْرَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلا يَعْرِفُونَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الصِّبْيانِ لا يَعْرِفُونَ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ وَالشَّرَّ مِنَ الخَيْرِ قَدْ نَرَاهُمُ اليَوْمَ فِي حِجَابٍ مُبِينٍ.
يَا أَصْحابَ المَجْلِسِ فِي هُناَكَ وَدِيَارٍ أُخْرَى تَدَبَّرُوا وَتَكَلَّمُوا فِي ما يَصْلُحُ بِهِ العالَمُ وَحالُهِ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ المُتَوَسِّمِينَ، فَانْظُرُوا العالَمَ كَهَيْكَلِ إِنْسانٍ إِنَّهُ خُلِقَ صَحِيحاً كَامِلاً فَاعْتَرَتْهُ الأَمْراضُ بِالأَسْبابِ المُخْتَلِفَةِ المُتَغايِرَةِ وَما طابَتْ نَفْسُهُ فِي يَوْمٍ بَلْ اشْتَدَّ مَرَضُهُ بِما وَقَعَ تَحْتَ تَصَرُّفِ أَطِبَّاءَ غَيْرِ حَاذِقَةٍ الَّذِينَ رَكِبُوا مَطِيَّةَ الهَوَى وَكَانُوا مِنَ الهَائِمِينَ، وَإِذا طابَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضائِهِ فِي عَصْرٍ مِنَ الأَعْصارِ بِطَبِيبٍ حاذِقٍ بَقِيَتْ أَعْضاءٌ أُخْرَى فِي ما كَانَ، كذلِكَ يُنَبِّئُكُمُ العَلِيمُ الخَبِيرُ، وَاليَوْمَ نَرَاهُ تَحْتَ أَيْدِي الَّذِينَ أَخَذَهُمْ سُكْرُ خَمْرِ الغُرُورِ عَلَى شَأْنٍ لا يَعْرِفُونَ خَيْرَ أَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ هذا الأَمْرَ الأَوْعَرَ الخَطِيرَ، إِنْ سَعَى أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ فِي صِحَّتِهِ لَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُ إِلاَّ بِأَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ اسْماً كَانَ أَوْ رَسْمًا لِذَا لا يَقْدِرُ عَلَى بُرْئِهِ إِلاَّ عَلَى قَدَرٍ مَقْدُورٍ، وَالَّذِي جَعَلَهُ اللهُ الدِّرْياقَ الأَعْظَمَ وَالسَّبَبَ الأَتَمَّ لِصِحَّتِهِ هُوَ اتِّحادُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ وَشَرِيعَةٍ واحِدَةٍ، هذَا لا يُمْكِنُ أَبَدَاً إِلاَّ بِطَبِيبٍ حاذِقٍ كامِلٍ مُؤَيَّدٍ لَعَمْرِي هذا لَهُوَ الحَقُّ وَما بَعْدَهُ إِلاَّ الضَّلالُ المُبِينُ، كُلَّما أَتَى ذاكَ السَّبَبُ الأَعْظَمُ وَأَشْرَقَ ذاكَ النُّورُ مِنْ مَشْرِقِ القِدَمِ مَنَعَهُ المُتَطَبِّبُونَ وَصارُوا سَحابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَالَمِ لِذا ما طابَ مَرَضُهُ وَبَقِيَ فِي سُقْمِهِ إِلَى الحِينِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى حِفْظِهِ وَصِحَّتِهِ وَالَّذِي كَانَ مَظْهَرَ القُدْرَةِ بَيْنَ البَرِيَّةِ مُنِعَ عَمَّا أَرَادَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي المُتَطَبِّبِين، فَانْظُرُوا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الَّتِي أَتَى جَمالُ القِدَمِ وَالاسْمُ الأَعْظَمُ لِحَيوةِ العَالَمِ وَاتِّحادِهِمْ إِنَّهُمْ قامُوا عَلَيْهِ بِأَسْيافٍ شاحِذَةٍ وَارْتَكَبُوا ما فَزَعَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ إِلَى أَنْ جَعَلُوهُ مَسْجُوناً فِي أَخْرَبِ البِلادِ المُقَامِ الَّذِي انْقَطَعَتْ عَنْ ذَيْلِهِ أَيادِي المُقْبِلِينَ، إِذَا قِيلَ لَهُمْ أَتَى مُصْلِحُ العالَمِ قالُوا قَدْ تَحَقَّقَ إِنَّهُ مِنَ المُفْسِدِينَ بَعْدَ الَّذِي ما عاشَرُوا مَعَهُ وَيَرَوْنَ أَنَّهُ ما حَفِظَ نَفْسَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ حِينٍ، كَانَ فِي كُلِّ الأَحْيانِ بَيْنَ أَيادِي أَهْلِ الطُّغْيانِ مَرَّةً حَبَسُوهُ وَطَوْرَاً أَخْرَجُوهُ وَتَارَةً دَارُوا بِهِ البِلادَ كذلِكَ حَكَمُوا عَلَيْنا وَاللهُ عَلَى ما أَقُولُ عَلِيمٌ، أُولئِكَ مِنْ أَجْهَلِ الخَلْقِ لَدَى الحَقِّ يَقْطَعُونَ أَعْضَادَهُمْ وَلا يَشْعُرُونَ، يَمْنَعُونَ الخَيْرَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلا يَعْرِفُونَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الصِّبْيانِ لا يَعْرِفُونَ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ وَالشَّرَّ مِنَ الخَيْرِ قَدْ نَرَاهُمُ اليَوْمَ فِي حِجَابٍ مُبِينٍ.

Latest revision as of 04:20, 25 July 2023

يَا أَصْحابَ المَجْلِسِ فِي هُناَكَ وَدِيَارٍ أُخْرَى تَدَبَّرُوا وَتَكَلَّمُوا فِي ما يَصْلُحُ بِهِ العالَمُ وَحالُهِ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ المُتَوَسِّمِينَ، فَانْظُرُوا العالَمَ كَهَيْكَلِ إِنْسانٍ إِنَّهُ خُلِقَ صَحِيحاً كَامِلاً فَاعْتَرَتْهُ الأَمْراضُ بِالأَسْبابِ المُخْتَلِفَةِ المُتَغايِرَةِ وَما طابَتْ نَفْسُهُ فِي يَوْمٍ بَلْ اشْتَدَّ مَرَضُهُ بِما وَقَعَ تَحْتَ تَصَرُّفِ أَطِبَّاءَ غَيْرِ حَاذِقَةٍ الَّذِينَ رَكِبُوا مَطِيَّةَ الهَوَى وَكَانُوا مِنَ الهَائِمِينَ، وَإِذا طابَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضائِهِ فِي عَصْرٍ مِنَ الأَعْصارِ بِطَبِيبٍ حاذِقٍ بَقِيَتْ أَعْضاءٌ أُخْرَى فِي ما كَانَ، كذلِكَ يُنَبِّئُكُمُ العَلِيمُ الخَبِيرُ، وَاليَوْمَ نَرَاهُ تَحْتَ أَيْدِي الَّذِينَ أَخَذَهُمْ سُكْرُ خَمْرِ الغُرُورِ عَلَى شَأْنٍ لا يَعْرِفُونَ خَيْرَ أَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ هذا الأَمْرَ الأَوْعَرَ الخَطِيرَ، إِنْ سَعَى أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ فِي صِحَّتِهِ لَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُ إِلاَّ بِأَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ اسْماً كَانَ أَوْ رَسْمًا لِذَا لا يَقْدِرُ عَلَى بُرْئِهِ إِلاَّ عَلَى قَدَرٍ مَقْدُورٍ، وَالَّذِي جَعَلَهُ اللهُ الدِّرْياقَ الأَعْظَمَ وَالسَّبَبَ الأَتَمَّ لِصِحَّتِهِ هُوَ اتِّحادُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ وَشَرِيعَةٍ واحِدَةٍ، هذَا لا يُمْكِنُ أَبَدَاً إِلاَّ بِطَبِيبٍ حاذِقٍ كامِلٍ مُؤَيَّدٍ لَعَمْرِي هذا لَهُوَ الحَقُّ وَما بَعْدَهُ إِلاَّ الضَّلالُ المُبِينُ، كُلَّما أَتَى ذاكَ السَّبَبُ الأَعْظَمُ وَأَشْرَقَ ذاكَ النُّورُ مِنْ مَشْرِقِ القِدَمِ مَنَعَهُ المُتَطَبِّبُونَ وَصارُوا سَحابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَالَمِ لِذا ما طابَ مَرَضُهُ وَبَقِيَ فِي سُقْمِهِ إِلَى الحِينِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى حِفْظِهِ وَصِحَّتِهِ وَالَّذِي كَانَ مَظْهَرَ القُدْرَةِ بَيْنَ البَرِيَّةِ مُنِعَ عَمَّا أَرَادَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي المُتَطَبِّبِين، فَانْظُرُوا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الَّتِي أَتَى جَمالُ القِدَمِ وَالاسْمُ الأَعْظَمُ لِحَيوةِ العَالَمِ وَاتِّحادِهِمْ إِنَّهُمْ قامُوا عَلَيْهِ بِأَسْيافٍ شاحِذَةٍ وَارْتَكَبُوا ما فَزَعَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ إِلَى أَنْ جَعَلُوهُ مَسْجُوناً فِي أَخْرَبِ البِلادِ المُقَامِ الَّذِي انْقَطَعَتْ عَنْ ذَيْلِهِ أَيادِي المُقْبِلِينَ، إِذَا قِيلَ لَهُمْ أَتَى مُصْلِحُ العالَمِ قالُوا قَدْ تَحَقَّقَ إِنَّهُ مِنَ المُفْسِدِينَ بَعْدَ الَّذِي ما عاشَرُوا مَعَهُ وَيَرَوْنَ أَنَّهُ ما حَفِظَ نَفْسَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ حِينٍ، كَانَ فِي كُلِّ الأَحْيانِ بَيْنَ أَيادِي أَهْلِ الطُّغْيانِ مَرَّةً حَبَسُوهُ وَطَوْرَاً أَخْرَجُوهُ وَتَارَةً دَارُوا بِهِ البِلادَ كذلِكَ حَكَمُوا عَلَيْنا وَاللهُ عَلَى ما أَقُولُ عَلِيمٌ، أُولئِكَ مِنْ أَجْهَلِ الخَلْقِ لَدَى الحَقِّ يَقْطَعُونَ أَعْضَادَهُمْ وَلا يَشْعُرُونَ، يَمْنَعُونَ الخَيْرَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلا يَعْرِفُونَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الصِّبْيانِ لا يَعْرِفُونَ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ وَالشَّرَّ مِنَ الخَيْرِ قَدْ نَرَاهُمُ اليَوْمَ فِي حِجَابٍ مُبِينٍ.