Kitab-i-Badi/Persian739: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(One intermediate revision by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
سبحانك اللهمّ يا إلهی، تشهد ألسنُ الممكنات علی سلطنتك و إقتدارك و علی فقری و إفتقاری عند ظهورات غنائك. إذاً، يا إلهی، فانظر هذا العاصی الّذی لم يزل كان ناظراً إلی شطر غفرانك و قلبه متوجّهاً إلی أفق فضلك و مواهبك، وإنّی، يا إلهی، مِن أوّل يوم الّذی خلقتنی بأمرك و أحييتنی[۳۹۶]مِن نسمات جود رحمانيّتك ما توجّهتُ إلی أحد دونك، و قمت إلی مقابلة الأعداء لِسلطنتك و إقتدارك، و دعوتُ الكلّ إلی شاطی بحر توحيدك و سماء عزّ تفريدك. و ما أردت فی أيّامی حفظَ نفسی مِن طغاة خلقك، بل إعلاءَ ذكرِك بين بريّتك. و بذلك ورد علیّ ما لا حمله أحد من خلقك.
و كم من أيّام، يا إلهی، كنتُ فريداً بين المذنبين مِن عبادك، و كم من ليالی، يا محبوبی، كنتُ أسيراً بين الغافلين من خلقك. و فی موارد البأساء و الضّراء كنتُ ناطقاً بثناء نفسك بين سمائك و أرضك و ذاكراً ببدايع ذكرك فی ملكوت أمرك و خلقك، و لو أنّ كلّ ما ظهر منّی لا ينبغی لِسلطان عزّ وحدانيّتك و لا يليق لشأنك و إقتدارك. فو عزّتك، يا محبوبی، لم أجد لِنفسی وجوداً تلقاء مدين عزّك، و كلّما أريد أن أثنی نفسك بثناء يمنعنی فؤادی، لأنّ دونك لم يقدر أن يطير فی هواء ملكوت قربك أو أن يصعد إلی سماء جبروت لقائك. فو عزّتك، أشاهد بأنّی لو أسجد لِكفّ مِن التّراب إلی آخر الّذی لا آخر له لِنسبته إلی إسمك الصّانع لَأجد نفسی بعيداً عن التّقرّب إليه. و أشاهد بأنّ عملی لاينبغی له، بل كان محدوداً[۳۹۷]بحدودات نفسی. و لو أخدم أحداً من عبادك بحيث أقُوم بين يديه بدوام ملكوتك و بقاء جبروتك لنسبته إلی إسمك الخالق، فو عزّتك لأجد نفسی مقصّراً عن أداء خدمته و محروماً عمّا يليق له. لأنّ فی هذا المقام لا يُری إلاّ نسبتهم إلی إسمائك و صفاتك.

Latest revision as of 02:36, 17 May 2023

و كم من أيّام، يا إلهی، كنتُ فريداً بين المذنبين مِن عبادك، و كم من ليالی، يا محبوبی، كنتُ أسيراً بين الغافلين من خلقك. و فی موارد البأساء و الضّراء كنتُ ناطقاً بثناء نفسك بين سمائك و أرضك و ذاكراً ببدايع ذكرك فی ملكوت أمرك و خلقك، و لو أنّ كلّ ما ظهر منّی لا ينبغی لِسلطان عزّ وحدانيّتك و لا يليق لشأنك و إقتدارك. فو عزّتك، يا محبوبی، لم أجد لِنفسی وجوداً تلقاء مدين عزّك، و كلّما أريد أن أثنی نفسك بثناء يمنعنی فؤادی، لأنّ دونك لم يقدر أن يطير فی هواء ملكوت قربك أو أن يصعد إلی سماء جبروت لقائك. فو عزّتك، أشاهد بأنّی لو أسجد لِكفّ مِن التّراب إلی آخر الّذی لا آخر له لِنسبته إلی إسمك الصّانع لَأجد نفسی بعيداً عن التّقرّب إليه. و أشاهد بأنّ عملی لاينبغی له، بل كان محدوداً[۳۹۷]بحدودات نفسی. و لو أخدم أحداً من عبادك بحيث أقُوم بين يديه بدوام ملكوتك و بقاء جبروتك لنسبته إلی إسمك الخالق، فو عزّتك لأجد نفسی مقصّراً عن أداء خدمته و محروماً عمّا يليق له. لأنّ فی هذا المقام لا يُری إلاّ نسبتهم إلی إسمائك و صفاتك.