Kitab-i-Badi/Persian739: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
(Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(11 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
أللهمّ، يا إلهی، فافتح أبصار هؤلاء لِيروك ظاهراً بين خلقك و مشرقاً فی مملكتك! و انّك يا إلهی لو فتحتَ أبصارهم، ما أبتليتَ بإستهزائهم و أحجار ظنونهم و سهام أوهامهم، كما فتحتَ أبصار أحبّائك و عرّفتهم ما لا عرّفته دونهم. و إنّک لو كشفت الحجبات لهم كما كشفت عن وجوههم، ما إحتجبوا و ما إعترضوا. فلمّا سترت عن هؤلاء و كشفت لأحبّائك، لذا إرتفع ضجيجُ الغافلين من بريّتك و صريخ المتوهّمين مِن أهل مملكتك. إذاً أسئلك بنفسك بأن تكشف لهم حجباتِ الّتی منعتْهم عن عرفانك و عرفانِ مظهر نفسك لِيَجمعُنّ كلٌّ علی شاطی بحر توحيدك و مقرّ عزّ تقديسك و تفريدك. و إنّک أنت علی ما تشاء قدير.
و كم من أيّام، يا إلهی، كنتُ فريداً بين المذنبين مِن عبادك، و كم من ليالی، يا محبوبی، كنتُ أسيراً بين الغافلين من خلقك. و فی موارد البأساء و الضّراء كنتُ ناطقاً بثناء نفسك بين سمائك و أرضك و ذاكراً ببدايع ذكرك فی ملكوت أمرك و خلقك، و لو أنّ كلّ ما ظهر منّی لا ينبغی لِسلطان عزّ وحدانيّتك و لا يليق لشأنك و إقتدارك. فو عزّتك، يا محبوبی، لم أجد لِنفسی وجوداً تلقاء مدين عزّك، و كلّما أريد أن أثنی نفسك بثناء يمنعنی فؤادی، لأنّ دونك لم يقدر أن يطير فی هواء ملكوت قربك أو أن يصعد إلی سماء جبروت لقائك. فو عزّتك، أشاهد بأنّی لو أسجد لِكفّ مِن التّراب إلی آخر الّذی لا آخر له لِنسبته إلی إسمك الصّانع لَأجد نفسی بعيداً عن التّقرّب إليه. و أشاهد بأنّ عملی لاينبغی له، بل كان محدوداً[۳۹۷]بحدودات نفسی. و لو أخدم أحداً من عبادك بحيث أقُوم بين يديه بدوام ملكوتك و بقاء جبروتك لنسبته إلی إسمك الخالق، فو عزّتك لأجد نفسی مقصّراً عن أداء خدمته و محروماً عمّا يليق له. لأنّ فی هذا المقام لا يُری إلاّ نسبتهم إلی إسمائك و صفاتك.

Latest revision as of 02:36, 17 May 2023

و كم من أيّام، يا إلهی، كنتُ فريداً بين المذنبين مِن عبادك، و كم من ليالی، يا محبوبی، كنتُ أسيراً بين الغافلين من خلقك. و فی موارد البأساء و الضّراء كنتُ ناطقاً بثناء نفسك بين سمائك و أرضك و ذاكراً ببدايع ذكرك فی ملكوت أمرك و خلقك، و لو أنّ كلّ ما ظهر منّی لا ينبغی لِسلطان عزّ وحدانيّتك و لا يليق لشأنك و إقتدارك. فو عزّتك، يا محبوبی، لم أجد لِنفسی وجوداً تلقاء مدين عزّك، و كلّما أريد أن أثنی نفسك بثناء يمنعنی فؤادی، لأنّ دونك لم يقدر أن يطير فی هواء ملكوت قربك أو أن يصعد إلی سماء جبروت لقائك. فو عزّتك، أشاهد بأنّی لو أسجد لِكفّ مِن التّراب إلی آخر الّذی لا آخر له لِنسبته إلی إسمك الصّانع لَأجد نفسی بعيداً عن التّقرّب إليه. و أشاهد بأنّ عملی لاينبغی له، بل كان محدوداً[۳۹۷]بحدودات نفسی. و لو أخدم أحداً من عبادك بحيث أقُوم بين يديه بدوام ملكوتك و بقاء جبروتك لنسبته إلی إسمك الخالق، فو عزّتك لأجد نفسی مقصّراً عن أداء خدمته و محروماً عمّا يليق له. لأنّ فی هذا المقام لا يُری إلاّ نسبتهم إلی إسمائك و صفاتك.