Kitab-i-Badi/Persian692: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
(Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(11 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
يا قوم، فانصفوا، ثمّ تفكّروا أقلّ مِن آنٍ: لو أنتم فی تلك الحجبات، لِمَ أظهرتُ نفسی و ما ثَمَرُ ظهوری، يا ملاء المنافقين؟ قد بعثنی الله لِخرق الأحجاب و تطهيرکم لهذا الظّهور و أنتم فعلتم به ما يتذرّف به عينای و عيون المقدّسين. قد إبيضّتْ وجوهُ ملل القبل مِن فعلكم لأنكم أحجب منهم و أغفل من ملاء التّوراة و الزّبور و الإنجيل. فيا ليت ما وُلِدتُ مِن أمّی و ما أظهرت نفسی بينكم، يا ملاء الخائبين. فو الّذی بعثنی بالحقّ، أحصيت علم[۳۵۹] كلّ شیء و كلّ ما كنز فی كنائز حفظ الله و ما ستر عن أنظر العالمين، ولكن ما أحصيتُ نفوساً أشقی منكم و أبعد عنكم. لأنّا بعد ما فصّلناه فی الألواح و ما نصحنا به أنفسكم فی كلّ الأوراق، ما ظننّا بأنْ يظهر فی الملك أحد أنْ يعترض علی الله الّذی فی قبضته ملكوت ملك السّموات و الأرضين. إذاً تحيّرنا من خلقكم.
إنّه تكلّم بين يدی الله بخضوع و خشوع و صريخ و إنابة و قال: "أريد مِن بديع مواهبك بأن ترزقنی من نعمائك الرّوحانيّة." إذاً إشتعل وجه الرّوح، ثمّ قال: "تعالَ، يا عبد!" و أمر بجلوسه أمام وجهه، ثمّ تكلّم لسان الله بكلمات يترشّح منها رشحات المعانی علی كلّ ما كان و ما يكون. و إنّی لم أقدر أن أَصِفَها أو أذكرها، و لم أدر ما أنفق عليه يدُ العناية من نعمائه المكنونة الرّوحانيّة، بحيث إستجذبت منها نفسُهُ و روحُهُ و كينونته و ذاته، و أخذتْه غلباتُ الشّوق علی شأنٍ غفل عن نفسه و عن كلّ من فی السّموات و الأرضين. فتوجّه بسرّه و جهره إلی محبوب العالمين إلی أنْ إنتهی المجلس و رجع الرّوح إلی مقرّه.

Latest revision as of 02:21, 17 May 2023

إنّه تكلّم بين يدی الله بخضوع و خشوع و صريخ و إنابة و قال: "أريد مِن بديع مواهبك بأن ترزقنی من نعمائك الرّوحانيّة." إذاً إشتعل وجه الرّوح، ثمّ قال: "تعالَ، يا عبد!" و أمر بجلوسه أمام وجهه، ثمّ تكلّم لسان الله بكلمات يترشّح منها رشحات المعانی علی كلّ ما كان و ما يكون. و إنّی لم أقدر أن أَصِفَها أو أذكرها، و لم أدر ما أنفق عليه يدُ العناية من نعمائه المكنونة الرّوحانيّة، بحيث إستجذبت منها نفسُهُ و روحُهُ و كينونته و ذاته، و أخذتْه غلباتُ الشّوق علی شأنٍ غفل عن نفسه و عن كلّ من فی السّموات و الأرضين. فتوجّه بسرّه و جهره إلی محبوب العالمين إلی أنْ إنتهی المجلس و رجع الرّوح إلی مقرّه.