Kitab-i-Badi/Persian459: Difference between revisions

From Baha'i Writings Collaborative Translation Wiki
Jump to navigation Jump to search
(Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
m (Pywikibot 8.1.0.dev0)
 
(7 intermediate revisions by the same user not shown)
Line 1: Line 1:
و ما أدركت من مساء إلاّ وفيه قد ورد علیّ ما منعتْ به نسمات رحمانيّتك عن الممكنات و غلقتْ به أبواب فضلك علی وجوه الكائنات. فو عزّتك، يا محبوبی، صرتُ متحيّراً فی أمری و إذاً تشاهدنی كالحوت المتبلبل علی التّراب و تسمع صريخ قلبی، يا من بيدك جبروت الآيات. و كلّ ذلك ورد علیّ بعد الّذی دعوتُهم إلی شطر مواهبك و ألطافك و عرّفتهم مناهج أمرك و رضائك و أمرتهم بالخضوع لدی باب رحمانيّتك و الورود علی فناء عزّ فردانيّتك. و كلّما ناديتهم، يا[۲۳۵] إلهی، بما ألهمتنی من بدايع كلماتك و جواهر آياتك قاموا علی الإعراض بشأن لا يقدر أحد أنْ يحصيه. و إنّک أنت أحصيته بسلطانك و علمك.
فآه آه، يا محبوبی! كيف أذكر ما أشاهد من ظهورات فعلك و شئونات أمرك؟ مرّةً أشاهد بأنّك أخذت قلم الّذی كان مثلی بأنامل رحمتك و جعلته مُعاشر نفسك و مؤانس جمالك، و تأخذه بأصابع عزّك و كبريائك و تجری منه بحور الحيوان الّتی بقطرة منها بعثت حقائق الإمكان و أفئدة أهل الأكوان و من صريره إستجذبت قلوب المقرّبين و أفئدة المخلصين. و مرّةً أشاهد بأنّك إبتليتنی بأنامل المشركين و جعلتنی مقهوراً تحت أصابعهم و ظهر منّی ما إضطربت منه أفئدة ملاء الأعلی، ثمّ سكّان مدائن البقاء و تشبّكتْ أكباد الّذين كرّمتَ وجوههم عن التّوجّه إلی غيرك و قدّستهم عن إشارات أهل أرضك و إستقربتهم فی ظلّ عنايتك و إفضالك. فو عزّتك أخاف بأنّ مِن عصيانی يتوقّف قلم أمرك ويعطّل ألواح قضائك و[۲۴۴]صحائف تقديرك. فيا ليت ما كنتُ موجوداً و ما كنتُ مذكوراً.

Latest revision as of 18:11, 16 May 2023

فآه آه، يا محبوبی! كيف أذكر ما أشاهد من ظهورات فعلك و شئونات أمرك؟ مرّةً أشاهد بأنّك أخذت قلم الّذی كان مثلی بأنامل رحمتك و جعلته مُعاشر نفسك و مؤانس جمالك، و تأخذه بأصابع عزّك و كبريائك و تجری منه بحور الحيوان الّتی بقطرة منها بعثت حقائق الإمكان و أفئدة أهل الأكوان و من صريره إستجذبت قلوب المقرّبين و أفئدة المخلصين. و مرّةً أشاهد بأنّك إبتليتنی بأنامل المشركين و جعلتنی مقهوراً تحت أصابعهم و ظهر منّی ما إضطربت منه أفئدة ملاء الأعلی، ثمّ سكّان مدائن البقاء و تشبّكتْ أكباد الّذين كرّمتَ وجوههم عن التّوجّه إلی غيرك و قدّستهم عن إشارات أهل أرضك و إستقربتهم فی ظلّ عنايتك و إفضالك. فو عزّتك أخاف بأنّ مِن عصيانی يتوقّف قلم أمرك ويعطّل ألواح قضائك و[۲۴۴]صحائف تقديرك. فيا ليت ما كنتُ موجوداً و ما كنتُ مذكوراً.